رحلة العائلة المقدسة في مصر. لاتزال تدهش العالم كله بأسرارها ومعجزاتها. في محطاتها المنتشرة بجميع أنحاء مصر التي تعد أول من استضافت العائلة المقدسة فور هروبها من فلسطين خوفا من بطش الملك هيرودوس الذي أراد قتل المسيح خوفا من التنبؤات أنه سيكون ملكًا عليه. ونزلت بمقربة من عين شمس بالمطرية. وهناك استراحت بالقرب من عين ماء. لم ينضب حتي الآن رغم تلوث مياهه. لترتوي منه ولتغسل ثياب المسيح. ولشدة الحرارة أنبت الله لها شجرة من نبات البلسان لتستظل بها وتأكل منها. لتتحول بعد العديد من القرون إلي مكان مقدس وقبلة دينية للعالم كله وللمسيحيين خاصة باختلاف مذاهبهم.. ما إن تطأ قدماك منطقة المطرية. وتتقدم نحو مزار شجرة مريم التابع لوزارة الأثار عابرا شارع المطراوي. ومع كل خطوة تفوح معها بشكل أكبر عبق الروحانيات. حتي تصل إلي المزار. وبخمسة جنيهات فقط. تستطيع الدخول لأحد أقدس الأماكن عبر التاريخ. وزيارة مكان جلست فيه من اصطفاها الله علي جميع النساء علي مر التاريخ.. تعبر البوابات الأمنية وتمشي علي خطوك علي أراضي رخامية. فتجد أمامك تمثالا للسيدة العذراء محاط بالطوب الأحمر من ثلاث جهات والرابعة المقابلة يحيط بها سياج قصير وبسيط لحمايته. ومن فوق التمثال لافتة رخامية دائرية مكتوب عليها من مصر دعوت ابني. وعادة ما يتبارك به الأقباط خاصة في أيام الأحد. والأعياد الرسمية. تعبره لتري لوحة تعبيريه للسيدة مريم والمسيح. ويوسف النجار.. بعد ذلك عين الماء التي لم تنضب إلي الآن وإن أخضرت مياهها. وبعده الشجرة الأعظم. وتحتل مساحة كبيرة علي الرمال حيث غرست أغصانها. وبجوارها حوض صغير كان يغسل فيه المسيح. ويحاوطهم حواجز لمنع الزائرين الذين يتباركون بها من الاقتراب من الشجرة بشكل أكثر والإضرار بها.. وذكرت بعض المرجعيات التاريخية أن شجرة مريم الأصلية قد أدركها الوهن وسقطت. فقامت جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وقاموا بزراعتها مرة أخري. ولكنها سقطت مرة ثانية في العصر الحديث فعاودوا زراعتها مرة أخري.. تتخطي الشجرة المبروكة لتجد في النهاية غرفة بها صور لأغلب الأماكن التي مرت عليها العائلة المقدسة بمصر. وفي أخرها معلق سرير يعتقد أنه نام عليه المسيح وهو في المهد.