دعيت مؤخرا لمؤتمر حاشد نظمته الجمعية الانجيلية بالاشتراك مع مكتبة الاسكندرية بعنوان »قراءة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.. محطات للحوار« وتضمن عدة محاور وهي »1« قراءة في المتغيرات الاجتماعية والثقافية، »2« من 11 سبتمبر الي أوباما - قراءة في المتغيرات السياسية، »3« من كيوتو الي كوبنهاجن - البيئة وتحديات البقاء - »4« الازمة العالمية - قراءة في المتغيرات الاقتصادية، »5« من الصدام الي الحوار - خبرات ميدانية ورؤي مستقبلية.. وستكون هناك عودة لهذه المحاور في سياق آخر.. وهنا أود ان اطرح مجموعة من الاسئلة المتعلقة بفجوة الادارة وحالة التفاوض الجماعي.. وطرح الاسئلة الدقيقة هنا مهم لأن طرح السؤال الدقيق يمثل نصف الطريق للاجابة وللحلول هي: 1- كيف تمت ادارة الحوارات التي سميت بالحوارات عبر الأديان وعبر الثقافات؟ وهل تم بالفعل ادارة الصدام الحضاري نحو حوار حضاري حقيقي منذ أحداث 11 سبتمبر 1002؟ وما هي أشكال الصدام الحالي وأشكال الحوار في هذه المؤتمرات التي شهدتها مصر والعالم العربي الاسلامي والغرب؟ وما هو الاستقراء المستقبلي في هذا الصدد؟ وما الذي يتعين القيام به؟ 2- ما علاقة ادارة التفاوض الجماعي علي الصعيد الداخلي وعلاقته وتأثيراته علي الساحة الدولية؟ وما الاستقراء المستقبلي في هذا الصدد؟ في البداية لابد ان نذكر ان »فجوة الادارة« لابد وان ينظر اليها في اطار مثلث تمثل أحد اضلاعه اما الضلعان الآخران فهما يتمثلان في »فجوة المعلومات« و»فجوة رد الفعل المتأخر«، وفجوة الادارة فيما يتعلق بادارة حوارات الاديان والثقافات تتمثل الي اليوم في عدم تحقيق هذه الحوارات علي كثرتها في نجاحات ملموسة وحقيقية فبعد احداث 11 سبتمبر راجت صناعة هذه المؤتمرات عبر ارجاء العالم وفي واقعنا الثقافي وباعداد ضخمة ولكنها كانت كغثاء السيل في معظم الأحيان، والنجاح الذي تحقق كا محدودا وشكليا.. الجديد ان الغرب كان هو الطرف المبادر في اطلاق وترويج معظم مثل هذه المؤتمرات والتي دار اكثرها تحت عنوان »الحوارالاسلامي المسيحي« ربماكرد فعل ضد تطرف القاعدة واحداث سبتمبر 1002 المعروفة ولا شك ان كثير من هذه المؤتمرات بدأت تبحث في كيفية ايجاد أرضية مشتركة بين غالبية العالم الاسلامي والغرب مع اظهار احترام للاسلام كدين هو في جوهره ينشد الاعتدال واعمار الكون ويبتعد عن الغلو والتطرف والارهاب بعيدا عن النظرة العدائية التقليدية، إلا ان مثل هذه المؤتمرات لم تستطع ان تخرج خارج حيز قاعات الفنادق الفخمة التي عادة ما تكون مكان اجتماع للنخب في كل من العالم العربي الاسلامي والغربي ولم تخرج نتائجها بالقدر المطلوب للتغيير الايجابي. من هنا فلابد للعالم العربي الاسلامي من اعادة النظر للتعامل مع فجوة ادارة مثل هذه الموتمرات والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتعامل مع فجوة ادارة حالات التفاوض الجماعي داخل الوطن العربي علي جميع المسارات حيث حالات الاستقطاب الحادة القائمة والاخفاق في احداث توافق يحقق الانطلاق الاسرع نحو ادارة قضايا حيوية وأساسية تخص استنهاض قدرات الأمة .