ليس من توصيف للأزمة الجديدة التي تعيشها لعبة الساحرة المستديرة حاليا والمتمثلة في انسحاب فريق الزمالك- الذي يعد مع النادي الأهلي أحد ركيزتي هذه اللعبة الشعبية- سوي أنها كارثة كروية مصرية جديدة. كان وراء ما حدث غياب فريق الزمالك عن الحضور الي ملعب بتروسبورت لخوض مباراته مع فريق المقاصة المتألق بعد موجة اتصالات ومراسلات مع اتحاد الكرة ومع اجهزة الامن ومع وزير الرياضة بشأن تأجيل المباراة الي موعد غير يومي السبت والاحد اللذين كان قد حددهما اتحاد الكرة. اتخذ الزمالك قراره بعدم الذهاب الي الملعب علي أمل الاستجابة للاتفاق الموثق بخطاب رسمي من جانبه ومن ادارة نادي المقاصة بالموافقة علي تأجيل المباراة لموعد آخر بعد شم النسيم »أمس الاثنين». ثارت أزمة الزمالك بعدم الذهاب الي ملعب المباراة الذي أصر الاتحاد علي ان تكون يوم الاحد علي اساس ان نادي المقاصة ووفقا لما تم الاتفاق عليه لن يذهب هو الاخر الي الملعب.. يبدو أن التطورات التي شهدها هذا اليوم كانت نتيجة لنزعة التصيد والتحرش الي جانب سوء التقدير والثقة الزائدة في الفريق المنافس. كل هذا ادي الي اختلاق هذه الأزمة الحادة التي تواجه الدوري بهذا الانسحاب الزملكاوي. ليس من تفسير لما وراء هذه التداعيات المؤسفة التي لا تسعد ايا من عشاق كرة القدم مهما كانت اتجاهاته سوي انه مطب و»مقلب» وقع فيهما الزمالك. حدث ذلك نتيجة إخلال نادي المقاصة باتفاقه مع نادي الزمالك والذي برره بأنه التزم بتعليمات اتحاد الكرة الصادر حكم بحله قضائيا!! طبعا وعلي ضوء ما سوف يكون والقائم علي مزيد من سوء التقدير.. فإن هذه الازمة لا تعني في احداثها عدم استقرار اللعبة والرياضة فحسب ولكنها موجهة بشكل عام ضد الاستقرار المنشود في هذا الوطن مزاجيا وترويحيا لقطاع كبير من الشعب خاصة الشباب. ان ما اقوله يستند علي أن لا طعم ولا قيمة لمنافسات مسابقات كرة القدم بما تمثله بالنسبة للملايين من ابناء الشعب في غياب الفريقين الكبيرين المتنافسين تاريخيا.. الاهلي والزمالك. هذه الحقيقة واضحة وجلية حتي لو فاز اي فريق آخر مصادفة بأي من بطولتي الدوري او الكأس. هذا الاحساس هو محصلة الشعبية الجارفة التي يتمتع بها الناديان العملاقان.. في هذا الاطار فإنه كان يتحتم مراعاة ومن واقع المسئولية هذا الأمر عند اتخاذ اي قرار من جانب اي جهة. من ناحية اخري فقد ضروريا مراعاة الاوضاع النفسية المؤثرة التي يعيشها نادي الزمالك. ما كان يجب أن يسقط من الحسبان الملابسات المأساوية التي صاحبت معالجة خطأ هدف لمسة اليد باعتراف الجميع الذي أدت الي فوز فريق نادي المقاصة علي الزمالك في المباراة السابقة. هذه الازمة تصاعدت بعد ان عجز اتحاد الكرة عن معالجة أضرارها علي الزمالك رغم اعترافه واقراره بخطأ الحكم واقدامه علي معاقبته. يزيد علي ذلك حالة الاستنزاف لنقاط المسابقة من جانب فريق الزمالك في المباريات الاخيرة المتتالية والتي حالفه فيها سوء الحظ والاستهتار والتهاون من لاعبيه. لا جدال اننا نأمل ونتمني ان يكون هناك حل آمن لهذا المأزق الجديد الذي يواجه كرة القدم. إن توافر النجاح لاي جهود لابد ان تضع في الاعتبار مراعاة حالة الاحباط وعدم الرضا التي تسيطر علي مشاعر الملايين بين مشجعي كرة القدم ومحبي نادي الزمالك. اذا لم يتم التوصل لهذا الحل. فإن الشيء الذي يجب ان يقال ان هذا الوطن وفي هذه المرحلة ليس في حاجة لمزيد من مسببات التوتر. مطلوب من جميع الاطراف ان تكون علي قدر من الوعي والمسئولية الوطنية ايمانا بانه لا مجال للعناد والتصلب الي درجة التورط في اللعب بالنار الذي يقود الي الندم. التعامل مع مثل هذه الأمور يحتاج للحكمة والشفافية ومراعاة التوازن وعقلانية المواقف والاجراءات تجنبا لمزيد من الإثارة والتدهور الذي لن يكون في مصلحة اي طرف. هل يمكن القول ان وراء اختلاق هذه الازمة رغبة في ألا يمر عيد الربيع »شم النسيم» دون ان يكون هناك نكد علي جمهور الزمالك وعشاق الكرة.