ولدوا محرومين من نعمة الإبصار التي ولد عليها معظم البشر، وعاشوا وتعايشوا راضين بقدرهم، والمؤكد أنهم يحتاجون في حياتهم إلي من يقف بجانبهم حتي يعيشوا كباقي البشر، وتتعدد أساليب ذلك، ولكنها كانت هذه المرة مختلفة للغاية، حيث قدمت لهم الفنانة التشكيلية مي عماد نوعا جديدا من الفن، بحيث يستطيع المكفوفون مشاهدة اللوحات التشكيلية مثل البشر الطبيعيين وربما أفضل منهم بنور بصيرتهم، فهم يشاهدون لوحات تحاكي الطبيعة، ويتعرفون علي الجديد في الفن التشكيلي بالملامسة، حتي يندمجوا في المجتمع وكأنهم يشاهدون بواسطة أيديهم بدلا من أعينهم، بعد أن حولته »مي» بموهبتها وعبقريتها إلي ابتكار يحاكي الواقع ويضع هذه الفئة في مكانها الطبيعي يرون ما لا قد نراه نحن البشر الأسوياء.. تقول لنا مي عماد الفنانة التشكيلية والمعالجة بالفن، إن نشر لوحات تحاكي الواقع بطريقة برايل وتكون بارزة حتي يراها المكفوفون وكأنهم أشخاص طبيعيون غير محرومين من نعمة الإبصار، وكان ذلك أيضا موضوع رسالة الماجستير الخاصة بها والتي كانت الأولي من نوعها علي مستوي الجمهورية، وأقامت بعدها أكثر من معرض يستمتع فيه الكفيف بالفن، وتقول : أنا أقدم الفن للجميع..للمبصر حتي يري اللوحات بطريقة جميلة وبحيث يتمكن الكفيف من لمس اللوحه بيديه ويعرف محتواها، لافتة إلي أنها أقامت معرضا للمكفوفين تحت اسم »الخيال حياة» وتمكن المكفوفين من معرفة محتوي الجسد والفرق بين الرجل والمرأة، وحصلت علي لقب سفيرة للإسلام من منظمة » الفنانين من أجل السلام والحرية» بالدنمارك، كما صممت لوحة سافرت لأكثر من 32 دولة وهي موجودة حاليا في سفارة الدنمارك بالقاهرة، وتقول لنا: » طموحي أن أعبر بلوحاتي حدود الزمن والبشر وكل المكفوفين في العالم».