الألبان من الصناعات المهمة في جميع بلدان العالم، ويشمل ذلك النواتج الثانوية ومنها »شرش اللبن» وتعتبر كميته كبيرة جداً من اللبن المستخدم في صناعة الجبن ويحتوي علي كثير من مكونات اللبن ولكن بنسب أقل،و غالباَ لا يستفاد بها وتضيع هباء في مياه الصرف رغم أن له مزايا من الناحية الاقتصادية والغذائية والطبية،وعلي هذه الخلفية توصلت دراسة دكتوراة اعدتها أماني الديب الباحث بمعهد تكنولوجيا الاغذية إلي ابتكار عدد من الطرق للاستفادة من الشرش وذلك لرفع قيمته الاقتصادية سواء بالتجفيف أو بالتركيز للحصول علي سكر اللا كتوز أو بالتخمير لإنتاج سكريات عديدة وأحماض عضوية،أواستخدامه لإنتاج العديد من المركبات ذات الأهمية في الصناعات الغذائية والدوائية. وتؤكد د. أماني أن تناول مشروب شرش اللبن قبل الوجبات يمكن أن يساعد في التحكم في مستوي جلوكوز الدم عند المصابين بمرض السكري من النوع الثاني،و يساعد علي زيادة استجابة الإنسولين،كما أن تناول بروتين شرش اللبن قبل وجبات الطعام يقلل من ارتفاع السكر في الدم عقب تناول الطعام وظهر أن مستويات السكر في الدم قد انخفضت 28% بعد3 ساعات من تناول شرش اللبن،بالاضافة إلي انه قد تبين أن الشرش يعد مشروبا مثاليا بعد أداء التدريبات الرياضية فهو يعيد للجسم حيويته. وأشارت إلي أنه يتم علاج التليف الكبدي في مراحله الاولي بشرش اللبن،واثبتت نتائج التجربة فاعلية كبيرة حيث تم ضبط مكونات الدم وكرات الدم البيضاء التي تساعد علي زيادة المناعة ضد البكتريا كما زاد من كفاءة وظائف الكبد وقلل من كمية الفيروسات في الدم طيلة فترة العلاج التي استغرقت ثماني اسابيع باستخدام جرعة مركزة وطازجة معقمة وبدون اي مواد حافظة من شرش اللبن. وتوضح د. أماني أن بروتينات الشرش لها القدرة علي تثبيط العدوي الفيروسية إلي جانب خواصها المضادة للكائنات الدقيقة الممرضة ويرجع هذا التأثير إلي ما تحتويه من بروتينات وقائية مثل اللاكتوفيرين والببتيدات المشتقة منها واللاكتوبيروكسيديز،كما ان تناوله يعمل علي تشجيع نمو البكتريا المفيدة في الجهاز الهضمي مما يقلل الإصابة بسرطان القولون و ويحسن من وظائف الجهاز الهضمي وعملية أمتصاص المعادن،كما ان له خواص مضادة للأكسدة، حيث يعمل علي تثبيط الأصول الحرة وبالتالي حماية الجسم من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب ومشاكل العيون وتلف القرنية وأمراض المناعة وأمراض الجهاز العصبي وغيرها من الأمراض الخطيرة كذلك تؤخر من ظهور الشيخوخة.