تبت يدا كل من يتعامل معنا كشعب مصري وكمجتمع مصري كأننا كفار قريش، وكأننا دخلنا الاسلام قبل أيام، وكأننا لا وعي لدينا ولا تاريخ ، ولا جدار حضاري وحاضر لا ينقض ولا ينبغي له، وكأننا مرضي مصابون بأمراض مستعصية متأبية علي الشفاء ولا أمل في الخلاص منها إلا علي أيدي هؤلاء »المخلصين« الذين يروعوننا باللجنة العليا للتكفير وإهدار الدم. وإدخالنا تحت لحاهم الطويلة وجلابيبهم القصيرة، وأطروحاتهم الأكثر قصرا، والتي تعريهم هم،ودعواتهم المكرورة التي تتمسح في الدين، والدين منهم براء. أوصياء علينا... يتوهمون! يتحدثون باسم السماء.. يزعمون! حاملو توكيلات العناية الإلهية... يثرثرون! لا .. وألف لا لهؤلاء الذين ينتشرون في طرقات الفضائيات وعلي أسطحها، ويقبضون علي بيوت الله في الأرض، فلا يطلقون سراحها إلا كما يشاؤون! ما لكم كيف تحكمون!كيف تسول لكم أنفسكم أن تصادروا حقنا في الحياة الكريمة التي طالما حلمنا بها وثرنا من أجلها، وأن تسعوا الي الإقصاء بكل وسائلكم الظلامية. ليس من حق أحد أن يقف ويقول :أنا الدين ، أنا الإسلام ، أنا المسيحية، أنا مصر، أنا فقط. أو كل من حفظ عدة آيات، وأطال لحيته، وقصر جلبابه،وارتدي عباءة، وتلفع بعباءة، أصبح عالما لا يشق له غبار، وفقيها مثله لم تلد النساء، واستحق أن يحمل علي ظهره صكوك الغفران، وينوء بحمل مفاتيح الجنة والنار، فيرسل هؤلاء زمرا إلي الجحيم، وهؤلاء زمرا إلي النعيم، مع أن يداه ملطختان بدماء الأبرياء، التي لم تجف.. الذين كانوا في غطاء عن ذكر المجتمع وقضاياه الحقيقية، خرجوا من كهوفهم ليجلسوا عي كراسي الإفتاء - بغير علم - وليس في وجوههم حمرة من خجل،القاتل بالأمس أصبح بطلا قوميا، ومانديلا بجواره لا يساوي شيئا، والقارئ علي المقابر صار إماما وشيخ طريقة، وصاحب الزاوية يبدو زعيم العالم الديني، والذين أوقدوا حروب الفتن بالأمس علي أسطح الفضائيات، تحولوا إلي ملائكة، الجلابية أو الدشداشة المستوردة بيضاء، والمسبحة بيضاء، والغطرة بيضاء والعمامة بيضاء والشال أبيض، وكله أبيض في أبيض، ،والله أعلم بما يلبسون، قفز علي الحواجز، ولهو بالدين والديناميت، ودجل سياسي، وشعوذة فكرية وفقهية، وعبث بمقدرات الناس البسطاء، وما أعمق ما في داخل هؤلاء البسطاء إذ يكتشفون الخديعة.ترويع للآمنين، اغتصاب لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وهو مبدأ يقف عليه مؤسسات لا أفراد من وراء القضبان، ومن كائنات خارج العصر والتاريخ والجغرافيا، لا يزالون في غيبوبة فكرية، توحي لهم أنهم منزلون من السماء.يستغلون البسطاء في الريف المناطق الشعبية،يصادرون سلوكيات الناس، ويطفئون أنوارهم، ويذبحون آمالهم، ويستحيون طموحاتهم، ويصلبونهم حيواتهم علي جذوع البلطجة السياسية والدينية والدنيوية. أبدا .. لسنا حقول تجارب لكم ، حتي تعيثون في أرضيتنا المعرفية والعرفية والأخلاقية والجمالية، وتجوسون خلال نفوسنا وإيماننا وأماننا وديارنا، و»تهزرون« في الجد، وفي أمور لستم أهلا لها ولن،من أنتم ؟ تغيرون جلودكم كل يوم،. جماعات مختزلة في أفراد معدودين، يخترعون المجتمعية لا برامج ولا رؤي، ولا حلول، ولا بينات، ولا شواهد ولا مشاهد، إنها عشوائيات خطرة، وسكانها أخطر من تجار المخدرات، وأكثرهم يعلمون، حتي أكثر هؤلاء.. لا يعقلون!.