الفريق أول عبد المنعم رياض أحد أشهر العسكريين في العالم بالنصف الثاني من القرن العشرين.. حقق انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف..ساعد في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، و60 % من تحصينات خط برليف ..ويعتبر رمزاً شامخاً لجيل من القادة العسكريين المصريين تم صناعتهم وسط نار المعارك مع إسرائيل ، وهوالقائل عن إيمان: بأننا إذا حاربنا حرب جنرالات المكاتب في القاهرة، فالهزيمة محققة، مكان الجنرالات الصحيح وسط جنودهم، وأقرب إلي المقدمة منه إلي المؤخرة »فلذلك أطلق عليه الجنرال الذهبي. بعد حصوله علي الثانوية العامة التحق بكلية الطب تمشيا مع رغبة أسرته، لكنه بعد عامين من الدراسة آثر الالتحاق بالكلية الحربية التي كان يجد في نفسه ميلا شديدا إليها، وتخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان. وفي عام 1944 نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية وكان ترتيبه الأول في التخرج، وفيما بين عامي 1945 - 1946 أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في بريطانيا بتقدير امتياز.عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة في عام 1964 ورقي في عام 1966 إلي رتبة فريق وفي 11 يونيو1967 اختير رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول ( محمد فوزي ) إعادة بنائها وتنظيمها وكان آخر ما أسند إليه من مهام إدارة معارك المدفعية ضد القوات الإسرائيلية المتمركزة في الضفة الشرقية لقناة السويس خلال ما عرف بحرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية علي مدينة بورفؤاد المصرية الواقعة علي قناة السويس، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و1968 استشهد الفريق أول عبد المنعم رياض في الخمسين من عمره، وإذا بحثنا في حياته، لوجدناه إنسانا عاش بسيطاً في حياته.. عظيماً في مماته، علماً في خلوده، وكأن المولي »عز وجل» أراد أن يتوج حياة هذا البطل باستشهاد رائع حتي يظل منارة للأجيال المقبلة من بعده. أشرف الفريق عبدالمنعم رياض علي الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الإستنزاف، ورأي أن يشرف علي تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969م موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد أنطلقت نيران المصريين علي طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف وإسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف أشتباك شهدته الجبهة قبل حرب أكتوبر 1973. في صبيحة اليوم التالي (الأحد 9 مارس 1969) قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلي الجبهة ليري عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً والتي لم تكن تبعد عن مرمي النيران الإسرائيلية سوي 250 مترا، ووقع أختياره علي الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد علي دشم العدوفي اليوم السابق. ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث أنهالت نيران العدوفجأة علي المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده وأستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلي أن أنفجرت إحدي طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثرا بجراحه. لم يقف أبناؤه مكتوفي الأيدي بعد استشهاده حيث قرر القائد البطل إبراهيم الرفاعي ورفاقه أن ينتقموا له بتدمير كامل للموقع الذي أطلق النيران علي قائدهم فأبادوه بمن وما فيه ثم أجهزوا علي دبابات الإمدادات التي أرادت إنقاذ جنود العدو. وخرج الشعب يودعه أثناء تشييع جنازته بكل التكريم والاحترام المملوء بالحزن العميق .