من أخطر الآفات التي أصيبت بها أمتنا العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة، غياب القيم والأخلاق وتفشي الخداع والنفاق. وهذه من أشد الآفات المدمرة للأمم والحضارات.. يقول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا والكارثة أن هذه الأمة التي أرادها الله خير أمة أخرجت للناس، هي الأمة التي صارت أسوأ أمة علي وجه الأرض، سلوكا وعلما وعملاً وأخلاقا وضعفاً واستجداءً، فما الذي جري لأمتنا التي قادت العالم وسادت الدنيا ألف عام كنا فيه العالم الأول؟!، ولكن عدت علينا عوادي المحن، وتكالب علينا أعداء الحياة وعانت الأمة من القهر والظلم والفساد، حتي وصلت إلي ما هي عليه الآن من ضعف وتمزق، وتصارع وهوان.. حتي أصبح يقتل بعضنا بعضا ويتآمر بعضنا علي بعض، وأخرج أعداء الله لنا تنظيمات إرهابية مجرمة تقتل المسلمين فقط مثل القاعدة وداعش والسلفية الجهادية وبوكو حرام وشباب المجاهدين وغيرها من عملاء أعداء الإسلام، ومع أن الرسول صلي الله عليه وسلم حذرنا أشد تحذير من سفك الدماء البريئة بدون ذنب، حيث قال صلي الله عليه وسلم: »لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض». كما قال مخاطباً الكعبة المشرفة: »ما أعظمك وأعظم حرمتك، وإن دم المسلم لأشد حرمة منك». فهل بعد هذا كله يصح أن يسفك مسلم دم أخيه المسلم، بكل هذه البساطة والسهولة وعدم الإحساس؟! لا يمكن أن يكون هؤلاء مسلمون مهما أدعو ذلك، بل هم في الحقيقة خونة عملاء، ينفذون مؤامرات الأعداء، ولهذا كله ابتلانا الله بالغلاء والشقاء وجهد البلاء وشماتة الأعداء. فاللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين.