اتخذت وزارة الأوقاف خطوات جادة لتضع المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية في مسارها الصحيح لتحقيق النفع العام وتحصيل الفائدة المرجوة من هذه القيمة التراثية.. حيث نجح د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في إعادة الحياة من جديد لهذا الثراث بعد عدة سنوات من الإهمال لضمان سلامتها والعناية بها. » الأخبار» حاورت د. ماهر علي جبر مدير عام المكتبة للتعرف علي محتويات هذه المكتبة وقيمتها وخطة الوزارة المستقبلية تجاهها. في البداية.. ما الذي تحتوي عليه المكتبة ؟ يبلغ عدد المخطوطات بها 6189 مخطوطا تم فهرستها من رقم 1- 6189 وتم تصوير هذه المخطوطات وحفظها رقميا بواسطة الحاسب الآلي علي عدد 5 آلاف مخطوط للتسهيل علي الباحثين الإطلاع عليها حفاظا علي سلامة المخطوط من التناول وسيتم ربطها بشبكة الانترنت قريبا ليتمكن الباحثين من الاطلاع عليها من خلال فروع المكتبة المنتشرة بالمحافظات تيسيرا عليهم بدلا من سفرهم للقاهرة. مخطوطات مشتتة ما الوظيفة المنوطه بالمكتبة تجاه المخطوِطات؟ ترجع أهمية هذه المكتبة المركزية في أنها تجمع مخطوطات كانت مشتتة بين المساجد وكانت محفوظة في ظروف سيئة ولا تحظي بأي نوع من أنواع الصيانة او الترميم والأهم من ذلك أنها لم تكن مفهرسة ومن ثم لم يكن الباحثون يعلمون عنها شيئا ولم يستفد منها الا أفراد قليلون بالمجتمع المحلي. كيف يتم جمع هذه المخطوطات وجلبها للمكتبة ؟ شكل وزير الأوقاف لجنة برئاستي لحصر وجمع المخطوطات من جميع مساجد الجمهورية وكل ما هو تابع للأوقاف حيث أسفرت عمليات البحث في مساجد أربع محافظات فقط حتي الآن عن العثور علي 100 مخطوط من المخطوطات النادرة وكان أهمها العثور علي أطلسين احدهما لأملاك الأوقاف بالوجه القبلي والآخر للوجه البحري. وكذلك العثور علي وثائق ومطبوعات ومخطوطات تضم 23 مجلدًا من القطع الكبير توثق جميع حجج الوقف وذلك بمسجد الأحمدي ( السيد البدوي ) بطنطا وتعد هذه المخطوِطات صفعة قوية للمعتدين علي مال الوقف بالإضافة إلي مصحف الأمير والذي عثر عليه بمسجد عطيه ابو الريش بمحافظة البحيرة ويعد هذا الكشف سبقا فريدا وشاهدا علي سبق مصر في الجمع بين النص القرآني والتفسير وعلم القراءات ويعود اصدار هذا المصحف للقرن العاشر الهجري. عدد حروف القرآن ما أهم ما يميز هذا المصحف ؟ يمتاز بأنه جمع مالم تجمعه المخطوطات السابقة حيث ضمت خاتمة المصحف عدد حروف القرآن وكل حرف ورد بالقرآن كم مرة وتفسير كل آيه وتم كتابة بعض السور به بماء الذهب. حيث بلغت الألفات 48892 ألفًا، والباءات 104717 باءً، والتاءات 10477 تاء ، والثاءات 1404 ثاءً، والجيمات 3322 جيما، والحاءات 4120 حاء، والخاءات 2035 خاء، والدالات 5798 دالا، والذالات 4978 ذالا، والراءات 12072 راء، والزايات 108 زايات، والسينات 11199 سينًا، والشينات 215 شينا، والصادات 2780 صادا، والضادات1682 ضادا، والطاءات 1264 طاء، والظاءات 820 ظاء، والعينات 9419 عينًا، والغينات 1219 غينًا، والفاءات 8479 فاء، والقافات 6813 قافا، والكافات 10522 كافا، واللامات33727 لاما، والميمات 29728 ميما ، والنونات 26655 نونا، والواوات 25586 واوا، والهاءات 19070 هاء، واللام ألف 4709 للام ألفًا، والياءات 25919 ياء. ما أبرز ما تحويه المكتبة من مخطوطات؟ المكتبه بها العديد من الكتب القيمة التي لا يعرف الغالبية عنها شيئا فيوجد بها علي سبيل المثال لا الحصر مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو أول مصحف تم كتابته وجمعه منذ ظهور الإسلام وعليه سارت المصاحف الحالية وهو يزن 80 كيلو جرام عدد صفحاته 1087 صفحة مكتوبة بالخط الحجازي غير المنقوط وقد كتب علي جلد الغزال. كما تضم المكتبة سلسلة كتب كليلة ودمنة وأول مخطوط للإمام الطبري وسلسلة كتاب اختلاف علماء الأمصار وكذلك أقدم نسخه لكتاب وصف مصر وكتاب مجموع في العقائد ونزهة المشتاق فيما يتعلق بأحوال العشاق وحياة الحيوان والعديد من الكتب الهامة. لجنة للتطوير حدثنا عن ملامح التطوير التي شهدتها المكتبة ؟ شهدت المكتبة نقلة نوعية لم تشهدها منذ رحيل الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق الذي بذل جهدا كبيرا في ارساء قواعد هذه المكتبة وظهورها للنور. مرورا بتقلد جماعة الإخوان مقاليد الأمور في البلاد إلي ان تولي د. محمد مختار جمعة قيادة الوزارة واخذ علي عاتقه تطويرها وفور توليه الوزارة شكل لجنة لتطوير منظومة المكتبات علي مستوي الجمهورية ومدها بأحدث وأهم إصدارات المجلس الأعلي للشئون الإسلامية حيث يبلغ عدد المكتبات الفرعية 522 مكتبة بربوع المحافظات وعدد 28 مكتبة كبري بالمحافظات وتم تخصيص مكتبة مركزية بكل محافظة تجمع بين الإصدارات الحديثة والمخطوطات الأثرية الموجودة بالمكتبة المركزية عن طريق شبكة الانترنت وكانت أول باكورة هذا العمل علي أرض الواقع افتتاح مكتبة مسجد الامام علي بن أبي طالب بمحافظة بني سويف الجمعة الماضية. قسم للترميم ماذا عن التطوير داخل المكتبة؟ تم تخصيص قسم للترميم تكون مهمته إعادة هذه المخطوطات خاصة المهلهل منها والتي أصابها العطب إلي حالتها الطبيعية مع حمايتها من التأثر بعوامل الجو لذا تم تركيب تكييفات لضمان السلامة البيئية للمخطوطات وإدخال اجهزه الكمبيوتر إلي كل أقسام المكتبة ليكون التعامل من خلال الحاسب وليس المخطوط نفسه كما تم وضع كاميرات مراقبة حفاظا عليها من السرقات. هل هناك تفكير في الإستفادة المادية من هذا التراث ؟ بالفعل يعكف وزير الأوقاف حاليا علي تحقيق استفادة مادية تعود بالنفع علي الدولة حيث يدرس الوزير عمل شاشات عرض كبري أمام جميع المساجد الكبري بكل محافظة بحيث يتمكن المواطن المصري او السائح الأجنبي من الإطلاع علي كل هذه المخطوطات الأثرية النادرة كما يضع الآليات لجعلها بمقابل مادي في متناول الجميع وسيكون بالجنيه لمواطني مصر والدولار للسائحين علي ان يتم توجيه اجمالي حصيلة هذا العمل لصندوق تحيا مصر للمساهمة في اعادة بناء الدولة واستعادة عافيتها اقتصاديا.