كانت سيناء ولا تزال بوابة مصر الشرقية، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، لذلك قام حكام مصر المتعاقبون منذ عهد الفراعنة ببناء الكثير من القلاع العسكرية التي تحولت بمرور الزمن الي آثار مهمة تجسد عظمة تلك الحضارة وتؤكد أهمية سيناء علي مدار التاريخ، ومن تلك القلاع قلعة العريش التي تقع حاليا بحي «الفواخرية: وكانت تشرف علي طريق التجار القادمين الي مصر من الشام وتركيا وفلسطين، ومن السهل احياؤها وتحويلها الي مزار سياحي وأثري مهم.. وعن تاريخ وأهمية القلعة، يقول الدكتور سليمان فتوح أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ووكيل كليةالاعلام جامعة سيناء، إن قلعة العريش قلعة فرعونية الأصل، مشيرا الي أن المصريين القدماء أحاطوا مصر بسور عظيم، لحماية حدود مصر الشرقية والجنوبية والغربية وقاموا ببناء القلاع علي طول خط الحدود التي تعد بمثابة خطوط تموين.. وأوضح أن بالقلعة سردابا يصل بينها وبين البحر المتوسط، و«من خلال ما رواه المعمرون من أمثال الحاج عبد الشافي كريم عمدة العريش السابق، فإن هذا السرداب يؤدي وظيفة تموين القلعة في حال نقص الإمدادات، والهروب في حالة الهجوم وسقوط القلعة.. ويقول د. قدري الكاشف خبير التنمية المتكاملة بالقناة وسيناء، كانت تؤدي وظيفة إدارة شؤون العريش القديمة الملاصقة لها، والقلعة فرعونية الأصل، وكانت توجد بها نقوش مصرية قديمة، وأعيد تجديدها وترميمها خلال العصور التاريخية المختلفة، وكان أهم هذه التجديدات ما قام به السلطان التركي سليمان القانوني».. ويشير كمال الحلو رئيس مجلس إدارة «جمعية متحف التراث» أن القلعة كانت مسرحا تاريخيا لكثير من المعارك، واحتلها الفرنسيون خلال الحملة الفرنسية بقيادةنابليون بونابرت بعد تغلبهم علي الحامية العثمانية، ولكن عاد الأتراك وانتزعوها من أيدي الفرنسيين بجيش قوامه 80 ألف مقاتل بقيادة الصدر الأعظم يوسف باشا، واستسلمت الحامية الفرنسية عام 1801 ووقعت اتفاقية جلاء الفرنسيين عن مصر في 24 يناير من العام نفسه، وعرفت باسم (اتفاقية العريش) ويضيف ان القلعة يمكن أن تكون مزارا سياحيا مهما للمهتمين بالسياحة الأثرية، خاصة أنها تحظي باهتمام دول العالم خاصة فرنسا حيث يوجد مجسم للقلعة باحد متاحف فرنسا وكذلك في انجلترا.