اهتمت كافة وسائل الإعلام العالمية والإقليمية الأسبوع الماضي وحتي الآن، بتصريحات توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق حول غزو العراق وإسقاط رئيسها صدام حسين، وتناولت رأيه في تقرير لجنة التحقيق البريطانية حول دور لندن خلال الحرب علي العراق عام 2003، والذي عرف بتقرير «شيلكوت» نسبة لرئيس اللجنة المشكلة التي مارست عملها خلال 7 أعوام قبل إعلان تقريرها النهائي الأسبوع الماضي الذي أقر بخطأ وتسرع ذلك الغزو..بلير الذي كان في القاهرة الساعات الماضية، أعلن أسفه وقدم اعتذاراً بيناً حول التسرع في مشاركة أمريكا في الحرب علي العراق والخراب الذي حل ببغداد عقبها، مبررا ذلك ب «حسن النية»..رأي بلير تشابه مع ما نشر من مذكرات جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق حول الأهداف الحقيقية لغزو العراق، والتي كذبت امتلاك نظام صدام وقتها لأسلحة دمار شامل، وتلك الحجة التي اتخذتها واشنطن لاحتلال العراق والإطاحة بصدام ونظامه..والآن بات واضحاً كالشمس تحمل بوش وبلير - وفقا لاعترافاتهما المعلنة - المسئولية كاملة لخراب العراق، والوصول بالمنطقة لما آلت إليه من تكدس الإرهاب في ربوعها. والأسئلة الأهم الآن: هل يتحرك العرب لاستعادة حق العراق الشقيق الذي قُتل؟!..هل سيقاضون بوش وبلير في المحاكم الدولية؟!..وهل سيتقدمون من خلال مصر العضو العربي الحالي بمجلس الأمن بطلب لمحاسبتهما؟!..من سيدفع ثمن استنزاف بلاد الرافدين بعد الاعتراف بخطأ الحرب عليه؟!..هل سيكون هناك دور للجامعة العربية بدمها الجديد؟. للأسف..الإجابة علي تلك الأسئلة ستكون بالنفي، لأن العرب لا يأبهون ولا يتّحدون أبداً، وسينتظرون محاسبة إدارتي أمريكاوبريطانيا الحاليتين لبوش وبلير التي ستكون بكل تأكيد «رحيمة»، ولن يكترثوا لمن لم يرحم العراق الذي يفشل كل حين في إعادة لملمة أوضاعه بعد الحرب عليه..وبالتأكيد سيهللون إذا قدمتاواشنطنولندن اعتذاراً معلناً للعالم حول الخطأ الفادح. لك الله يابغداد..تركوكِ منذ 13 عاماً، وسيصمتون الآن علي حق استشهادك.