في مؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بشكل مفاجئ استقالته من منصبه، وانسحابه من حزب الليكود ومن الائتلاف الحاكم، بما يعني رفضه للمنصب البديل الذي عرضه عليه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وهو حقيبة الخارجية. باستقالة يعالون تأكد تعيين اليميني المتطرف أڤيجدور ليبرمان زعيم حزب المهاجرين الروس «إسرائيل بيتنا» هذا اليقين الذي كان مجرد تكهنات حتي أيام قليلة مضت.هذه هي المرة الثانية منذ إنتخابه الأخير التي يضطر فيها نتانياهو للمفاضلة بين الاتحاد الصهيوني وبين اليمين المتطرف. وللمرة الثانية أيضاً يختار الاصطفاف مع اليمين المتشدد وتأسيس ائتلاف عنصري أيديولوجي يهدف إلي تكريس الاحتلال وتوسيع المستوطنات في الأراضي المحتلة وقمع الأقلية العربية وتقويض الديموقراطية الإسرائيلية المزعومة. الأغلبية الضيقة التي يحظي بها ائتلاف نتانياهو الحاكم جعلت منه ائتلافاً هشاً معرضاً لمحاولات الانقلاب عليه. ومنذ شهور أدار نتانياهو مفاوضات سرية وعلنية مع تكتل الاتحاد الصهيوني (ممثل الوسط) بزعامة اسحق هرتزوج رئيس حزب العمل في محاولة منه لتوسيع ائتلافه بضم الاتحاد الصهيوني. لكن لأن لا أحد في اسرائيل يعرف نتانياهو أكثر من اڤيجدور ليبرمان. ونتانياهو بدوره يعرف ذلك جيداً، فقد كان هذا تحديداً هو السبب الذي جعله يفضل اسحق هرتزوج كحليف جديد في الائتلاف. مع ذلك اختار ان يتحالف مع ليبرمان بعد ان توصل إلي نتيجة مفادها ان هرتزوج يستطيع بالكاد ان يضمن ولاء نواب حزبه الاتحاد الصهيوني. وفي غضون 14 شهراً تحول رئيس حزب العمل إسحق هرتزوج من أمل كبير، ومن الشخص الذي كان يمكنه الإطاحة بنتانياهو إلي زعيم بلا حزب. وقد ترك هذا نتانياهو بلا بديل سوي ليبرمان الشخص الوحيد الذي بمقدوره ان يقدم له ائتلافاً أوسع ووضعاً أكثر أمناً. هذا لا يعني ان نتانياهو يثق في ليبرمان علي العكس فهو يخشاه، لكن لطالما اتفقت مصالحهما لذلك وقع اختياره عليه لأنه يدرك انه - علي عكس هرتزوج - يمكنه أن يفي بوعوده.