سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال استقباله وزير الداخلية الألماني بحضور عبدالغفار السيسي يؤكد أهمية التوازن بين الأمن والاستقرار والحقوق والحريات
مازيير: تقدير أوروبي لدور مصر القيادي في مواجهة التحديات بالمنطقة
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي عزم مصر مواصلة مسيرة التنمية الشاملة علي كل الأصعدة، منوهاً إلي أهمية إحداث التوازن بين إرساء الأمن والاستقرار وبين الحقوق والحريات التي يتعين تنميتها وازدهارها. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي أمس توماس دي مازيير وزير الداخلية الألماني، وذلك بحضور مجدي عبد الغفار وزير الداخلية. وصرح السفيرعلاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الوزير الألماني نقل تحيات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلي الرئيس، مؤكداً دور مصر المركزي كأحد أهم دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن حضارتها العريقة ومساهمتها القيمة في مسيرة التطور الإنساني، مشيراً إلي أن أوروبا تعوّل علي دور مصر القيادي في ضوء التحديات التي تواجهها المنطقة. ورحب الوزير الألماني بالجهود التي تبذلها مصر علي صعيد التحول الديمقراطي وتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلي أهمية مواصلة هذه الجهود. كما أشار وزير الداخلية الألماني إلي حرص بلاده علي تكثيف التشاور مع الجانب المصري حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بالتعاون في المجال الأمني وسبل استعادة مصر لمكانتها كمقصد سياحي متميز للمواطنين الألمان، فضلاً عن التباحث حول مُجمل تطورات الأوضاع الإقليمية بالمنطقة. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس رحب بوزير داخلية ألمانيا وطلب نقل تحياته إلي المستشارة الألمانية «ميركل»، مؤكداً اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بألمانيا وتقديره الكبير للشعب الألماني. كما ثمن موقف ألمانيا عقب حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وحرصها علي عدم تعليق الرحلات الجوية إلي المقاصد السياحية المصرية. كما عبر عن التطلع لتعزيز العلاقات الثنائية علي جميع المستويات وتوطيد العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، مؤكداً الحرص علي تنظيم إطار عمل المؤسسات الألمانية في مصر. وأكد أهمية تعزيز التعاون الأمني بين الدولتين بما يساهم في التصدي للتحديات المشتركة، لاسيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية المحيطة، خاصةً الإرهاب الدولي الذي لا يمكن هزيمته إلا في إطار مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد الثقافية والفكرية والتنموية إلي جانب الأبعاد الأمنية والعسكرية، واستعرض جهود مصر في مجال مكافحة الفكر الأصولي المتطرف وتصحيح الخطاب الديني، مشيراً إلي زيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأخيرة لألمانيا، وحرص مصر علي تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وتنقيتها مما علق بها من شوائب بسبب ممارسات تجافي صحيح الدين. وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب خلال اللقاء عن تقديره لموقف ألمانيا في التعامل مع تدفقات اللاجئين، مؤكداً أهمية تبني استراتيجية شاملة للتعامل مع أسباب هذه الظاهرة، بحيث تتضمن سبل معالجة النزاعات القائمة بالمنطقة، وتهديدات التنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة، بالإضافة إلي تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعلي الصعيد الإقليمي، تناول اللقاء استعراض الأوضاع الأمنية والسياسية في بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها سوريا، حيث أكد الجانبان أهمية دعم المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة في جنيف حول سوريا، ومساندة الجهود الدولية الرامية لتسوية الأزمة السورية. وقد أكد الرئيس أهمية التوصل إلي تسوية سياسية بالتنسيق مع القوي الدولية والإقليمية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية، ويصون كيان الدولة ومؤسساتها، ويدعم إرادة وخيارات الشعب السوري من أجل بناء مستقبل البلاد والبدء في جهود إعادة الإعمار من أجل تشجيع اللاجئين السوريين علي العودة إلي وطنهم والاستقرار فيه. وتطرق اللقاء كذلك إلي الوضع في ليبيا وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لاستعادة الاستقرار بها، حيث أكد الرئيس ضرورة تحقيق التوافق الليبي بشأن حكومة الوفاق الوطني، فضلاً عن دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومن بينها الجيش الوطني وضرورة رفع حظر توريد السلاح إليه ليتمكن من بسط الأمن والاستقرار علي الأراضي الليبية ويضطلع بدوره في مكافحة الإرهاب.