نشرت صحيفة «تلجراف» البريطانية مقالا للكاتب البلجيكي «ماثيو هولهاوس» علق فيه علي تصريحات قائد قوات حلف الاطلنطي في أوروبا بأن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» يتعمد «اختلاق» أزمة اللاجئين حتي «يكسر أوروبا». وقال الجنرال «فيليب بريدلوف» القائد الأعلي لقوات الحلف بمنطقة أوروربا والقيادة المشتركة الأوروبية الأمريكية ان الرئيسين: الروسي «فلاديمير بوتين» والسوري «بشار الأسد» قاما بحملة قصف لمراكز تواجد المدنيين، وذلك حتي تستمر حركات النزوح ومن ثم الضغط علي وكسر الهياكل الأوروبية وجعل كارثة اللاجئين «أزمة أوروبية». وقد ألقي بريدلوف هذه القنبلة في جلسة استماع للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي. وكان السفير الروسي لدي بريطانيا «ألكسندر ياكوفينكو» قد أشار إلي ذلك الأمر حيث كتب في أحد حساباته علي مواقع التواصل الاجتماعي ان الهدنة في سوريا بمشاركة القوات الروسية سوف تخفف من أزمة الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي. وكانت الأممالمتحدة قد حذرت من ان اليونان باتت علي حافة أزمة انسانية كبيرة بسبب تدفق اللاجئين، في الوقت الذي يقف فيه القادة الأوروبيون بصرامة وراء سياسة «خنق» طريق يشقه ملايين المهاجرين إلي ألمانيا عبر منطقة البلقان. علي سبيل المثال فإن مقدونيا التي كانت نقطة عبور أساسية العام الماضي بالنسبة للمهاجرين باتت تسمح لعشرات فقط بالعبور من الأراضي اليونانية بشكل يومي، وقد عززت نقاطها الحدودية بمزيد من القوات الخاصة وطائرات الهليكوبتر وخراطيم المياه تحسبا لأي تدفق من قبل المهاجرين، وذلك في الوقت الذي عملت فيه النمسا علي الحد من الموافقة علي طلبات اللجوء. في الوقت نفسه فإن نحو ألفي مهاجر لازالوا يصلون بشكل يومي إلي السواحل اليونانية وخلال أيام قد يصل العدد إلي مائة ألف. والآلاف منهم ينامون في العراء في المحطات والميادين اليونانية. وكان المستشار النمساوي «فيرنر فايمان» قد صرح في وقت سابق بأن بلاده لن تصير «نقطة انتظار» لدخول ألمانيا، وهو ما يبقي الضغط علي منطقة البلقان. ومن جانبه صرح رئيس وزراء سلوفاكيا «روبرت فيكو» أن اليونان تبدو وكأنها قد يضحي بها لصالح أوروبا. وأضاف ان رئيس الوزراء اليوناني «ألكسيس تسيبراس» بات يتحمل هذه المشكلة كعبء علي عاتقه مع فشل أوروبا في ايجاد مراكز لإيواء اللاجئين، وقد صرح للأوروبيين انه «سيكون هناك بؤرة ساخنة في تلك الأزمة تدعي اليونان وستكون هي مسئوليتكم لأنكم لم تفعلوا أي شيء حيال تدفق اللاجئين وذلك في منطقة الحدود التركية اليونانية». ولذلك اغلقت جميع دول البلقان حدودها في وجه اللاجئين. وطلبت اليونان من الاتحاد الأوروبي مبلغ 370 مليون يورو كمساعدات عاجلة علي ان يتم تحويلها من أموال المساعدات المخصصة بالفعل لأفريقيا وذلك لخدمة مائة ألف شخص يتواجدون علي أراضيها، محذرة من ان البلاد قد تصبح «لبنان أوروبا» في اشارة إلي الفوضي هناك.