النقيب أحمد مجدى: سنأخذ بثأر شهدائنا والإصابة لن تمنعنى من العودة إلى سيناء محمد فقد بصره.. وسعيد طلب العودة لخدمة زملائه بقدم واحدة النقيب أحمد: عبوة ناسفة أحرقتني .. وحق الشهيد أخذت ب «الثأر» . قصص البطولة هنا لاتنتهي.. أسرة العلاج لو نطقت لروت آلاف الحكايات..اقف مع زميلي المصور انتباه.. ملائكة الرحمة بزيهم الأبيض يقفن بجوارنا ينصتن باهتمام..انها المرة المائة التي يسمعن فيها بطولات هؤلاء لكنهن كما لو انها المرة الاولي..خليط من مشاعر الفخر والاسي تعتريك وانت تسمع..تفخر ببطولات هؤلاء الشباب وتأسي في نفس الوقت علي ما اصابهم وتاسي علي شباب اخرين عابثين لايقدرون قيمة هذا الوطن.. «الاخبار» قامت بزيارة مصابي العمليات في سيناء بمستشفي المعادي للقوات المسلحة ... معظم المصابين هنا من ابطال معركة "حق الشهيد" التي اطفأت نيران ابناء الوطن ونجحت في دحر الارهابيين والتكفيريين بمثلث المواجهات في سيناء بالعريش ورفح والشيخ زويد فوق كل سرير لبطل مصاب تجد له صورة كبيرة تجمعه كتفا بكتف مع الفريق اول صدقي صبحي وزير الدفاع والانتاج الحربي.. يحرص القائد العام علي احتضان البطل والابتسام في وجهه ويؤكد لاسرته "لاتقلقوا بطل مصر وانتم في رعاية القوات المسلحة وسنكفل له كل الرعاية اللازمة واحتياجاتكم مسئوليتنا ".. لافرق في حديثه بين جندي او ضابط يحمل أعلي الرتب العسكرية.. الكل هنا سواسية.. قصص وحكايات مختلفة رصدناها في جولتنا وسط ابطال فقدوا منهم اجزاء من اجسادهم والبعض الاخر يتمني التعافي سريعا ليعود الي ارض المعركة وليأخذ بالثأر او ينال الشهادة. البداية كانت في الغرفة رقم. 413..هنا جندي بطل من نوع خاص..قال والضمادات الطبية تحيط وجهه الاسمر.. صحيح انا فقدت نظري لكن الان استطيع ان اروي لابنائي واصدقائي واسرتي اشياء لم يكن يستطيعوا ان يروها" كلمات قالها المجند محمود محمد مبارك الذي فقد عينيه الاثنتين نتيجة انفجار عبوة ناسفة بإحدي الكمائن بسيناء واضاف استطيع الان ان اروي قصص بطولات زملائي الشهداء في سيناء وقصص الصداقة والعمل المجتهد بين الضابط والجندي علي خط النار وكيف يحمي كل منا الاخر وهدفنا واحد هو صون تراب هذا الوطن وحماية اهله..نعم سأروي بكل فخر تلك القصص لكل من لم يشاهدها معي...سألته هل انت حزين علي فقدان نور البصر.. قال :ابدا لم احزن وكنت اتمني الشهادة لكن الله اختار ان افقد بصري لحكمة لايعلمها سواه ورايت الموت امامي مرات كثيرة وحملت اجساد زملائي الشهداء وتمنيت مرارا ان اكون معهم..كلمات المجند محمود لاتخرج الا من رجل تخطي الاربعين لكن المفاجاة انه شاب لايتجاوز عمره ال 23 عاما!. بطل ينقذ بطل في الغرفة المجاورة تجلس بطولة اخري علي سرير الشفاء انه البطل ملازم اول كريم ثروت احد ضباط العمليات في سيناء.. استقبلنا بابتسامة مشرقة وتجلس الي جواره والدته فرحة..نظرات الفخر تطل من عينيها..تحدث كريم عن قصة اصابته قائلا كنت مع جنودي في الطريق الي وحدتنا العسكرية وفوجئت في إحدي المناطق باطلاق نيران كثيف نحونا علي الفور قمنا بالتعامل معهم وتبادلنا اطلاق النيران وكانوا يحاولون محاصرتنا وقام قناص باطلاق النيران نحوي اصابتني طلقتان في قدمي لم اهتم بهما وقمت بالاستمرار في توجيه جنودي لان الارهابيين كانوا يستهدفوننا من تبة مرتفعة عنا واستمر التعامل حتي اصبت بطلقة اخترقت رقبتي وهنا سقطت علي الارض واعطيت الاوامر للجنود بسرعة الانسحاب الي نقطة الكمين الخاصة بنا حتي لايصابوا باذي . وهنا ظهرت عدة بطولات لانقاذي البطولة الاولي من ذلك الجندي الذي نام علي ظهرة طالبا مني ان احاول الصعود فوقه ليزحف بجسده بعيدا عن طلقات القناص الذي كان يستهدفني لكن لم استطع وطلبت منه ان يعود وهنا ظهر صديقي البطل الملازم احمد عبد اللطيف الذي علم انني مصاب في هجوم ارهابي فخرج مسرعا بسيارة بها عدد من الجنود واقتحم مكان الهجوم علينا بسرعة وقام باطلاق النيران بشكل مكثف و فتح احدهم باب السيارة لي وحملني بداخلها لكني لم اتحرك الا بعد ان تاكدت ان جميع جنودي قاموا باخلاء المكان ولم يتبق منهم احد واضاف انه لولا شجاعة زميله لما كان اليوم علي قيد الحياة وهو بالمناسبة ايضا يرقد حاليا في الرعاية المركزة بعد ان اصيب في انفجار عبوة ناسفة عقب انقاذي بأيام . خلال زيارتنا للمصابين كان اللواء رضا فاضل قائد قوات الدفاع الشعبي يتفقد المصابين ويتحدث الي اسرهم في زيارة للاطمئنان عليهم وقال جئت اليوم لرفع روحكم المعنوية والشد من ازركم لكن وجدت انكم انتم من رفعتم معنوياتنا بتفاؤلكم وابتسامة لم تفارق وجوهكم رغم آلام الاصابة وحزن اسركم وتاكدوا جميعكم ان القيادة العامة للقوات المسلحة ستقف دائما الي جواركم ولن تبخل باي جهد حتي يتم شفاؤكم علي خير ويظل عطاؤكم لمصر مستمرا. اما في الدور الرابع بالمستشفي وبقسم العظام بالغرفة 426 يرقد بطل من الابطال النادرين..اعتقدت في البداية انني سأجده متجهما يخفي اصابته خجلا لكنه كان فخورا بها لدرجة لم اكن اتصورها.. هو الجندي مجند سعيد محمد السيد اسماعيل ابن محافظة كفر الشيخ لا يتحاوز عمره ال 23 عاما الجندي تم بتر ساقه اليسري بناء علي طلبه!!..شهور طويلة والاطباء يحاولون دون ان يتم بترها لكن الاصابه الكبيرة فيها لم تمنحها امل البقاء..عبوة ناسفة نزعت قدميه تمكن الاطباء من انقاذ القدم اليمني التي كانت الاصابة بهاأقل.. والان يعرف سعيد ان الاطباء يخشون عليه من خبر بترها لكنه فاجأهم وطلب منهم ان يقوموا ببترها وانه راض بقضاء الله وقدره كل ذلك وسعيد يتحدث الينا والابتسامة لاتفارقه كاشفا عن قدمه المبتورة..قلت له لقد سبقتك الي الجنة يابطل..فقال سعيدا كنت اتمني ان انال الشهادة.. لقد نالها زملاء لي كانوا معي.. عبوة ناسفة كبيرة انفجرت فاطاحت بنا جميعا... لم اشعر بشيء الاعندما استيقظت هنا بالمستشفي.. واشار الي حجم الخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوف الارهابيين منذ بدء عمليات حق الشهيد واصبحوا يرسلون رسائل الاستغاثة لاعوانهم بحثا عمن ينقذهم من أيدينا.. واذا كنت قد فقدت قدمي فهناك الاف من الاقدام ستمشي فوق رقابهم. فوق سرير سعيد تجد ثلاثة صور كل صورة في برواز منفصل تجمعه جميعها مع الفريق اول صدقي صبحي وزير الدفاع..7 شهور بالمستشفي وفي كل مرة كان القائد العام حريصا علي زيارته والاطمئنان عليه والاستماع الي طلباته..سالته ماذا طلب قال طلبت ان يسمح لي عقب تركيب القدم الصناعي لي ان اقوم بالعمل في خدمة زملائي بسيناء حتي لو عملت في ميس الوحدة حتي لوقمت بعمل شاي وقهوة لهم و واخبرته كذلك انني كنت اعمل حلاقا واصبحت مهنتي الحالية لاتصلح لي فطلب مني مبتسما ان لا اقلق تماما وانه سيحقق لي رغباتي وسيكفل لي الوظيفة الملائمة فضلا عن مكافأة جيدة من القوات المسلحة واخيرا قال لي مداعبا يلا شد حيلك يابطل عشان تلعب كورة وهتكون لاعب ممتاز. سيناء في دمائنا تركنا ذلك الجندي البطل ليستريح وذهبنا الي قصة بطولة اخري ترقد في قسم الحروق بالمستشفي استقبلنا والد النقيب احمد مجدي وطلبنا منه ان نتحدث قليلا اليه فرحب بنا..بدات قصة هذا البطل عندما تقدم دون ان يخبر اسرته بطلب الي قيادة الجيش يستأذن فيها ان يسمحوا له بالخدمة في شمال سيناء وانتظر النقيب البطل ردا وشعرت اسرته بما ينوي فعله من حديثه الحماسي عن سيناء واشفقوا عليه وحاولوا إثناءه واخذ يدعو ربه ان يحقق امنيته وبالفعل ظهر اسمه في العام التالي بنشرة الانتقالات بين الضباط الذين وقع عليهم الاختيار للخدمة في شمال سيناء وبدأ المشاركة في عمليات حق الشهيد. واقتحام البؤر الارهابية وتطهيرها واكتشاف انفاق وتدميرها وضبط عدد كبير من الاسلحة والذخائر والمتفجرات..عمل متواصل مع زملائه من الضباط والجنود حققوا فيه نجاحات كبيرة واخذت بثأر شهداء كانوا زملاء لهم ويروي البطل احمد مجدي كيف وقعت اصابته قائلا كنت في مهمة لمداهمة احد البؤر الارهابية وعلي طريق المداهمة فوجئت بانفجار كبير اشتعلت علي اثره السيارة وامسكت النيران بي وقمت باطفاء نفسي في الرمال وفقدت وعيي حتي احضروني الي هنا واشار مجدي الي ان الارهابيين بفضل عمليات حق الشهيد اصبحوا لا يستطيعون مواجهتنا وجها لوجه وضعفت قوتهم تماما ولم يتبق امامهم سوي ان يضعوا العبوات الناسفة باحجام كبيرة جدا لاستهدافنا وإن شاء الله هنخلص عليهم كلهم ولن نترك ثأر زملائنا الذين استشهدوا. وفي غرفة اخري يجلس الملازم طارق عبد المنعم مبتسما واصيب في ساقه بمنطقة قيادة البراكين بالعريش والشيخ زويد وقال : بلغونا ان هناك إرهابيين بقرية الطويل وذهبت لتفتيشها وقمنا بتمشيط الطريق ووجدنا عبوة ناسفة علي اشكال براميل او يتم اخفاؤها وبلغنا القيادة لارسال دبابة لتفجيرها وحاولت تفجيرها خوفا من عبور اي سيارة وتعرضها للخطر وقمت بتفجيرها من علي بعد واطلاق النيران عليها من علي مسافة 100 متر وبالفعل نجحنا في إبطالها ثم اكتشفت عبوة اخري مدفونة في الارض زي اللغم وبعد ابتعادي عنها لمسافة متر قام احد الارهابيين بتفجيرها من علي بعد بواسطة شريحة تليفون شظايا واصيبت بشظايا في ساقي. وفي الغرفة المجاورة التقينا بالمجند حمدي محمد جمعة وبجواره برواز به صورته مع الفريق أول صدقي صبحي وهو يقبل رأسه فيقول حمدي:هذه الصورة أهم صورة في حياتي ستظل بجواري في كل مكان:هذا القائد لا يغفل دورنا ويسعي دائما لتلبية احتياجاتنا واحتياجات أسرنا ".. وأضاف حمدي:أصبت بكسر بالكاحل وكسر مفتوح بالساق الأيمن وكسر بالوجه نتيجة التصدي للارهابيين مع زملائي بمنطقة التومة خلال حملات المداهمة ،كنا نعد لكمين بمنطقة الزلزال بالتومة وهذه المنطقة من أخطر الأماكن. ويقول حمدي ضاحكا إصابتي كانت يوم عيد ميلادي 10 يناير 2016 لكن احتفلت به بالقبض علي عدد كبير من الإرهابيين والحمد الله..إن شاء الله هرجع تاني مع زملائي وسنطهر سيناء.