ليس جديدا أن يسافر الدكتور سعد الدين إبراهيم إلي قطر أو تركيا أو أمريكا، ثم يعود إلينا بنفس الحديث المكرر عمايسميه «مبادرة» للمصالحة مع جماعة «الإخوان» الإرهابية. تعود الرجل علي ذلك، وتعودنا أن نعتبر ذلك جزءامن «مهمته» التي بدأت منذ أن كان «رسول المحبة» بين الإخوان وأمريكا والغرب منذ أكثر من ثلاثين عاما. هذه المرة عاد الرجل من تركيا ليقول إنه التقي قيادات من الجماعة الإرهابية وأنها طالبته بمواصلة «المبادرة» التاريخية «!!» التي يحمل لواءها، والتي لا يعيرها أحد اهتماما، لأن الرجل لا يقول جديدا، ولا يفعل إلا أن يكرر كلاما أكل الدهر عليه وشرب.. وتجشأ وتكرع كما فعل الدكتور وأصحابه وهم يتناولون المأكولات التركية الدسمة، ثم يتحدثون عن بعث الحياة في المرحومة «المبادرة» التي ماتت وشبعت موتا مثل غيرها علي وقع إرهاب الإخوان الذي لم ينقطع، ودماء شهدائنا الذي يطلب القصاص، وأمن وطننا الذي لن يتحقق إلا باجتثاث الإرهاب من جذوره التي لا تختلف من الإخوان حتي داعش!! أما لماذا نكتب عن كلام ليس فيه جديد، فلأن الشبهات التي لم تغادر تحركات سعد الدين إبراهيم بشأن «الإخوان» طوال السنوات الماضية.. تتأكد مرة أخري حين ترتبط عودته مع مبادرته بتطورين هامين: التطور الأول.. هو ما يحيط بجماعة «الإخوان» نفسها، حيث فقدت ما كان قد تبقي لها من تأثير في الشارع المصري والعربي، بعد انكشاف دورها، وافتضاح تآمرها وتورطها في عمليات الإرهاب التي كان آخرها ما تم الاعلان عنه من تفاصيل قيامها بعملية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، بدعم خارجي مباشر من تركيا ومن حماس. ويحدث ذلك في الوقت الذي توصي فيه اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي باعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية.. وهو ما يضرب جهود الجماعة لتحسين علاقتها ببعض الدول العربية في مقتل، وما يجعل أمثال سعد الدين إبراهيم من مقاولي بناء العلاقة بين واشنطون والإخوان يحاولون المستحيل لإنقاذ «السبوبة» التي عاشوا عليها، أو «المهمة» التي لا يستطيعون - في هذا العمر- تغييرها!! التطور الثاني والأخطر.. هو ما يحاول سعد الدين إبراهيم تمريره مستغلا «الضجيج» الإعلامي حول قضايا تافهة.. بدءا من عكاشة وحتي مبادرة الصلح المزعومة .. وذلك للحديث عن خطوات لإختراق جدار التطبيع مع الكيان الصهيوني.. ولا نتحدث هنا عن عزومة «اللازانيا» التي أطاحت بعكاشة من البرلمان، وإنما عما يتحدث عنه سعد الدين إبراهيم تحت عنوان جذاب هو إحياء قطار الشرق السريع، حيث يطالب الرئيس السيسي بتبني هذا المشروع بالتعاون مع الفلسطينيين ومع اسرائيل وسوريا وتركيا وبعض الدول الأروبية.. مؤكدا أن اسرائيل وأمريكا والغرب سيدعمون ذلك«!!» وكاشفا أن «المصالحة» التي يطرحها مع «الإخوان» ترتبط ب «التطبيع» مع الكيان الصهيوني وأن «رسول المحبة» الذي جمع واشنطون بالأخوان كان يدرك من البداية إنه يجمع - في نفس الوقت - بين الطرفين والكيان الصهيوني في طريق واحد رأيناه حين كان «الإخوان» يقتلون أبناء الوطن وهم يرددون أنهم «علي القدس رايحين.. شهداء بالملايين».. أو أحباب بالملايين كم يريدهم سعد الدين إبراهيم وكما خططت واشنطون من البداية!!