لو صح ما يتم تداوله إعلاميا عن ترشيح أحمد أبو الغيط أمينا للجامعة العربية خلفاً للدكتور نبيل العربي فإنه ليس هناك ما يقال تعليقا سوي أنها خطوة موفقة. كل المتطلعين لدفع بيت العرب للخروج من حالة «التقوقع» والجمود والسلبية في مواجهة متطلبات حماية الحقوق والمصالح العربية.. لابد أن يرحبوا بهذا الاختيار. إن التاريخ والتجربة التي اكتسبها أبو الغيط في كل المناصب الدبلوماسية التي شغلها وآخرها وزيرا لخارجية مصر لمدة ست سنوات متتالية تؤهله لشغل هذا المنصب الرفيع. يأتي هذا الترشح تفعيلا لميثاق الجامعة العربية ووفقا لما تم التوافق عليه بين أعضائها منذ تأسيسها. جدارته للترشح لهذا المنصب لا تقتصر علي ماضيه في العمل الدبلوماسي بشكل عام. انه يستند ايضا وبشكل اساسي إلي خلفيته في العمل لسنوات عديدة داخل أروقة الأممالمتحدة إلي أن أصبح رئيسا لوفد مصر في هذه المنظمة الدولية. مواقعه الدبلوماسية اتاحت له أن يكون قريبا من بعض الاحداث السياسية وصنع القرار الي جانب الانغماس في دهاليز العمل الدبلوماسي. إنه يعد من جيل الدبلوماسيين المصريين الذين تعلموا وتدربوا علي يد رموز الدبلوماسية المصرية الذين خدموا المصالح الوطنية والقومية العربية. وحتي يمكن التعمق في معرفة وتحليل شخصية أبو الغيط فإن هذا أمر متاح لكل المهتمين بهذا الشأن من خلال الاطلاع علي مساهماته في العمل الدبلوماسي المصري والعربي التي تضمنتها الكتب الثلاثة التي أصدرها. هذه الكتب تعد إضافة غاية في الأهمية تؤرخ لمرحلة هامة من الصراع المصري العربي الاسرائيلي.. إن ما جاء فيها يلقي الضوء علي جوانب مهمة وضرورية لأسلوب التعامل مع ما تم التصدي له من قضايا شائكة. وعلي المستوي الشخصي فإن أبو الغيط يتسم بالهدوء والسلوك الودود القائم علي الاحترام والتقدير للأطراف التي تدخل في حياته من خلال العلاقات الخاصة او علاقات العمل. انه دائما ملتزم بما هو مسموح به لتحقيق الصالح الوطني والقومي. عرفت عنه في كل المناصب التي شغلها علي مدي تاريخه الدبلوماسي الممتد لأكثر من أربعين عاما الشفافية والقدرة علي إقامة الروابط الطيبة مع كل من يدخل دائرة التعارف معه. كم نرجو أن يحظي ترشيح أحمد أبو الغيط لمسئولية قيادة العمل داخل الجامعة العربية بالقبول والتوافق من جانب الاشقاء العرب الذين ولا جدال يستشعرون حجم الاخطار التي تواجه مسيرتهم . لا أحد ينكر الغيوم والتهديدات الاقليمية والدولية التي أصبحت تستهدف الأمن والاستقرار العربي. هذه الاوضاع التي تتسم بالتوتر تحتم الترابط والتلاحم والتضامن باعتبارها الطريق الوحيد لمواجهة كل التحديات التي تهدد أمنهم القومي.