جمال الغيطاني ذاكرة الوطن يرقد الآن في مستشفي الجلاء ورضا محمود في مستشفي السلام الدولي والإثنان تحت أجهزة التنفس الصناعي من الصعب علي الانسان أن يكتب عن استاذ أو صديق وهو يعاني من المرض ولكني الآن أمام اثنين احدهما استاذي تعلمت منه الكثير والآخر صديقي تزاملنا في العمل والسفر والدراسة، كل منهما يعاني علي فراش المرض.. يقاومان بشدة والجميع في انتظار الشفاء والعودة مرة أخري الي حضن أخبار اليوم . أستاذي جمال الغيطاني ذاكرة الوطن، والاديب العالمي، والصحفي البارع والمحرر العسكري القدير، يرقد الآن في مستشفي الجلاء العسكري في الرعاية المركزة تحت أجهزة التنفس الصناعي بعد ان توقف القلب للحظات. توطدت علاقتي به من خلال صفحات ليلة القدر في نهاية السبعينيات فكان يخط الحالات الانسانية بقلمه ويصيغها في قالب قصصي جميل وكنت أتولي اخراجها علي صفحات جريدة الاخبار بتكليف من العملاق مصطفي أمين.. واستمرت علاقتنا، أستمتع بحواراته وصوته الهاديء الرصين.. وبيومياته الاسبوعية ومقاله اليومي «عبور» الذي اختار اسمه نسبة الي العبور في حرب 1973 والتي كان المحرر العسكري لها. جمال الغيطاني.. صاحب القصص والروايات والدراسات في التراث العربي القديم.. له تأثير كبير علي الادب العربي والعالمي.. ونال الكثير من الجوائز العالمية.. لقد وضعته مؤلفاته علي عرش الرواية بعد وفاة صاحب نوبل الاديب نجيب محفوظ.. له الكثير من المؤلفات منها ما تحول الي مسلسل تليفزيوني نال الكثير من النجاح مثل «الزيني بركات» و«حكايات الغريب» الذي تحول الي فيلم ومن مؤلفاته ايضاً «أوراق شاب عاش منذ ألف عام، الرفاعي، توفيق الحكيم يتذكر، نجيب محفوظ يتذكر، وقائع حائط الزعفراني، من دفتر العشق والغربة» ، بالاضافة الي الكثير من الكتب والمؤلفات التي تناولت التراث العربي القديم. يا اأستاذي ويا صديقي.. في انتظار مكالمة تليفونية تحكي فيها عن مقال كتبته أو يوميات تحكي عن تفاصيل هامة من ذاكرة الوطن . صديقي رضا ... تحمل صديقي رضا محمود.. مدير تحرير الأخبار.. صديق الدراسة.. والسفر.. والعمل.. صداقتنا قاربت علي الاربعين عاما.. تعارفنا وتزاملنا شبابا.. والآن صرنا شيوخا.. منذ عام تقريباً.. كان يشتكي من آلام البواسير.. ومُحرج من الذهاب للطبيب.. ويعتمد في العلاج علي وصفات الزملاء.. ولكن اشتد الألم.. ولم يعد قادراً علي التحمل ، فذهب الي الطبيب... وهنا كانت المفاجأة القاسية.. بأن الامر ليس بواسير.. ولكن هناك شيئا مجهولا في الطريق لن يكشفه الا بالاشعة والتحاليل.. وانتظرنا أياماً .. وظهور النتيجة حتي كانت الصدمة بأنه يعاني من المرض الخبيث في المستقيم.. ولابد من اجراء جراحة عاجلة. وهنا تبدلت الاحوال وتغيرت.. وصار الشيخ رضا يحمل هموم الدنيا ولكن لا تفارقه كلمة الحمد لله.. وبدأ رحلة العلاج الكيماوي والاشعاعي ثم إجراء الجراحة القاسية، وبعد اجرائها تخيلنا أن الأمور انتهت. وما هي الا أيام ويعود صديقي للعمل مرة أخري.. ولكن الأيام طالت.. فقد تمكن المرض منه.. وبدأ رحلة العلاج من جديد.. ووهن الجسد.. واصبحت الزيارة له تحمل الكثير من الدموع بعد وضعه علي أجهزة التنفس الصناعي بمستشفي السلام الدولي. صديقي رضا.. تحمل.. وقاوم.. ونحن نناديك بلقب الشيخ رضا.. فأنت قريب من الله.. وأنه لن يتخلي عنك. تحمل الألم الذي يعصرنا جميعا.. وقاوم بشدة.. لا تستسلم له.. ونحن في انتظار عودتك للعمل قريباً.. فمكانك في انتظارك ومكتبك يناديك.. وصالة التحرير تدعو لك.