لو سألت أي مسيحي عن حلمه لمصر، لكان اقصي ما يحلم به هو مظاهر ليلة عيد الميلاد المجيد من حب وتآلف واحاطة بمشاعر صادقة مملوءة بالود من ابناء مصر لاخوانهم الاقباط الذين تعرضوا لمصاب أليم أوجع قلوب كل المصريين. كان حلما جميلا ان اجد اخوتنا في كل مكان وهم يقفون بقلب واحد ضد من يحاول اشعال الفتنة في البلاد أو يقلب الدفة فيغرق المركب بمن فيه. وكان اجمل ما في الموضوع هو برنامج »المصريون« الذي قدمه كوكبة من الاعلاميين الاكثر جماهيرية لقيادة مظاهرة الحب بين ابناء الشعب الواحد. وقد وجد الاقباط انفسهم ملتفين حول إعلامهم الوطني لانهم يشاهدون برامج تهتم بهم وتناقش قضاياهم وإخوة لهم يدافعون عن مطالبهم المشروعة وحقوق المواطنة. لقد استنفر الرئيس مبارك رب الاسرة المصرية مشاعر الوطنية لدي ابنائه والتي تظهر دائما وقت الشدة وذكرني ذلك بما حدث في حرب 37 حين اختفت كل مظاهر الطائفية وتوحد الجميع من اجل درء الخطر عن الوطن ومواجهة العدو.. وها نحن أمام عدو اسمه الارهاب يريد ان يفرق بين ابناء الأمة لنقف له بالمرصاد. انها الصحوة التي يجب ان تستمر وهي مسئولية تقع علي عاتق صانعي القرار وكل صاحب رأي وفكر وكل رئيس عمل وإمام مسجد وراعي كنيسة وعلي كل قاض ورجل أمن ان نتقي الله جميعا في بلادنا ونطبق القانون علي الجميع وتفعيل حقوق المواطنة حتي لا نعطي الفرصة لأحد مهما كان سواء في الداخل أو الخارج ان يتدخل في شئوننا فنحن اقدر علي حل مشاكلنا التي وضحت امامنا جيداً وظهرت روشتة العلاج والحلول لها. وحتي يستمر الحلم الجميل لوطني الحبيب مصر حماها الله من كل سوء. وأحلم ان يتم تفعيل اقتراح فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بإنشاء بيت العائلة المصرية وسرعة تشكيله لبدء ممارسة مهام عمله في أقرب وقت.. هذا البيت الذي يضم حكماء وعقلاء مصر من الطرفين وما اكثرهم يمكنه ان يقوم بدور الاب في العائلة يأخذ حق الابن الذي وقع عليه الظلم من اخيه بسرعة ويقوم ويجمع أولاده بين احضانه من جديد حتي يعود الود بين ابناء الأسرة الواحدة.