عاد الهدوء إلي الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل بعد يوم من تبادل إطلاق النار بين جماعة «حزب الله» اللبنانية والجيش الإسرائيلي، ويبدو أن الطرفين أرادا أن يوجها رسالة إلي بعضهما البعض في هذه «الحرب الوجيزة» رغم أن الوقت لا يبدو أنه كان مناسبا لها لدي كل منهما. فحزب الله الذي أراد ان يثبت أمام أنصاره أولا ثم إسرائيل ثانيا أنه رد وانتقم بعد الغارة التي شنتها قوات الاحتلال علي القنيطرة واغتالت خمسة من أعضائه لم يكن علي أجندته المواجهة في الوقت الحالي مع إسرائيل، وذلك لانشغاله التام بالقتال إلي جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا واحتواء تداعياتها بين صفوف اللبنانيين الشيعة والتي بحسب محللين قد أفرزت مناخا من الاستياء لقيام الحزب المسلح بالعمل خارج أراضي لبنان وفي مواجهة لا تعد إسرائيل طرفا فيها. أما تل أبيب التي حرصت حتي الآن علي عدم التورط في المواجهات في سوريا والتغاضي عن الصواريخ التي كانت تسقط بين حين وآخر علي المنطقة التي كانت تحتلها من هضبة الجولان فيبدو أنها هي الأخري لا يهمها المواجهة الشاملة مع «حزب الله» في الوقت الحالي وقد اختارت توجيه «ضربات تأديبية» في تلك الحرب الوجيزة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» المقبل علي انتخابات تشريعية في 17 مارس القادم لا يريد أن يورط جيشه في حرب ذات تكلفة بشرية عالية محتملة من جانب بلاده. كما أنه يسعي للتركيز بشكل كامل علي إيران مستفيدا من زخم دعوته ليلقي كلمة أمام الكونجرس الأمريكي قبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية وليستخدمها في محاولة التصدي للانتقادات الداخلية التي تعتقد في عزلة متنامية لإسرائيل علي المستوي الدولي.