أكبر النتائج التي حققتها رحلة الرئيس عبد الفتاح السيسي لايطاليا وفرنسا هي تأكيد وجود مصر كقوة اقليمية فاعلة وقادرة علي الحفاظ علي السلام والاستقرار وضرورة الرجوع إليها في حالة أي أمور او قرارات تتعلق بالمنطقة واعتقد ان الحفاظ علي امن مصر القومي كان محركاً اساسياً وراء كل الزيارات التي قام بهاالمشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للخارج او لقاءاته مع العديد من قادة وزعماء العالم الذين زاروا مصر خلال الفترة الماضية ونظراً لخبرته الطويلة كأحد قادة المخابرات فإن امن مصر القومي لم يعد ينحصر في وجهة النظر الضيقة والقديمة والتي كانت تنحصر فقط في دول الجوار والحدود كان الرئيس علي قناعة كاملة بأن التحديات والمشاكل الكثيرة التي تواجه مصر من جراء الاستنزاف الكبير لمواردها المالية وحربها ضد قوي الارهاب والعنف والتطرف تتطلب وجود علاقة قوية بكل دول العالم وهناك فارق كبير بين مساعدات تقدم لدول ضعيفة واخري تقدم لدول قوية وقادرة علي التعافي الذاتي من كل اسباب ضعفها. أقول ذلك وانا استعرض كل الزيارات واللقاءات التي اجراها الرئيس والتي يتأكد من خلالها انها لم تتم اعتباطاً ولكنها جاءت مدروسة وبعناية شديدة وبما يحقق متطلبات الامن القومي المصري وامتداداته علي مستوي العالم وأي متابعة دقيقة لمواقف الدول التي زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي أو التي التقي مع قادتها في مصر يلاحظ مدي التغير والتأثير البالغ لنتائج تلك الزيارات من خلال المواقف السابقة لتلك الدول ومواقفها اليوم . وإذا كان امن مصر القومي ومصالحها العليا قد احتل جانبا هاماً واساسياً في لقاءات الرئيس فإن الامن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي كان جزءاً اساسياً من منظومة الامن القومي ككل كما ان الاطروحات التي قدمها الرئيس خلال الزيارة تفتح المجال امام سلام حقيقي يتحقق بين الفلسطينين والاسرائيلين وهي الكرة التي سددها بمهارة في مرمي العالم وبلدانه المتقدمة بالاضافة للتعاون الدولي في مواجهة الارهاب