عدد من الموظفين المفصولين فى مكتب الأخبار بالاسكندرية في أول أيام عيد الفطر المجيد جاء إليهم الخبر الصادم غير السعيد.. توقيع سريع وبجرة قلم مع قرار «متسارع» أصبح 44 شابا من موظفي محكمة استئناف الإسكندرية في الشارع. كيف جاء هذا القرار؟! ولماذا في ذلك اليوم وهو يوم إجازة رسمية «يوم عيد سعيد».. الصدمة أصابت الجميع، بل انعكست علي حياتهم ومستقبلهم وأسرهم، فكل هؤلاء شباب في مقتل العمر وحاصلون علي مؤهلات عليا وتم عمل عقود لهم منذ أكثر من عام، وكانوا ينتظرون التعيين خلال أيام، وقال لهم رئيس المحكمة صاحب القرار.. انتهي الكلام.صورة مأساوية تجسدت أمامي عند لقائي بهم فمنذ هذا التاريخ حتي الآن لا يعرفون أسباب استبعادهم من وظائفهم، وهم الآن يبحثون عن كلمة «عدل وإنصاف» من محكمة العدل والاستئناف. . السطور القادمة تحمل الكثير من المرارة والكثير من الحزن والكثير من الألم. أول أيام العيد أحمد عادل، ليسانس حقوق يقول : فوجئت في أول أيام العيد بمكالمة تليفونية تفيد أنه تم فسخ التعاقد معي بأمر رئيس محكمة الاستئناف، ومقرها جامعة سينجور حيث اعتبرت الأمر دعابة من أحد الموظفين أو الزملاء، وبعد إجازة العيد ذهبت كالمعتاد صباحا ففوجئت بمنعي من الدخول، فهل من الرحمة والرأفة بعد عملي طوال عام وأكثر وأنا من أبناء العاملين بالمحكمة،أن يحدث معي هذا، وهو ما حدث مع جميع زملائي. ويقول محمد حامد : رتبت حياتي علي تلك الوظيفة وعملت بجهد ولم أنقطع يوما عن العمل، وعندما علمت بأن تعييني سيكون قريبا قررت الارتباط وتوفير شقة الزوجية بالتقسيط، وأصبحت مهددا بالسجن لعدم سدادي باقي الأقساط أو ضياع الشقة وقد أثر هذا القرار علي والدتي التي لا تملك لي إلا الدعاء والبكاء علي عمرها الذي أفنته لمدة ثلاثين عاما كموظفة في نفس المحكمة. متزوج وأعول عمرو عبدالله : أنا متزوج وأعول أسرة ولدي طفلان توءم حديثا الولادة وليس لي مورد رزق سوي وظيفتي.. ماذا أفعل الآن وقد تحطمت أسرتي وأصبحت مدينا ولا أستطيع رعاية أولادي؟. أحمد عبدالعال : جاء هذا القرار ليصيبني بحالة نفسية سيئة، بعد أن قررت الزواج وأعلنت لزملائي أنه سيكون خلال شهر أو شهرين علي الأكثر، ولذا قررت تأجيل الزواج ولكن ماذا أفعل والديون تحاصرني لأسدد شيكات ومصيري مظلم كئيب. محمد وشيماء محمد وشيماء زميلاالعمل والأمل ارتبطا منذ التحاقهما بالوظيفة وكانا يجهزان لعش الزوجية السعيد، يتحدثان ومرارة الكلمات تخرج قاسية : ماذنبنا في أننا عملنا بجهد واجتهاد طوال تلك الفترة؟. ماذا نفعل الآن بعد أن ضاع حلمنا ومن يقول إن الشباب يحتاج إلي الرعاية والاهتمام نقول له أين نحن الآن؟؟! قرار ظالم جاء إلينا ليقتل فرحتنا. قرار إداري قرار إداري حمل رقم 43 لسنة 2014 من المستشار رئيس محكمة استئناف الإسكندرية بعد الاطلاع علي كذا والاطلاع علي القانون كذا وكتابي معالي المستشار ومستشار المستشار، جاء القرار بإنهاء جميع العقود التي حُررت في بداية السنة المالية 2012/2013 وذلك اعتبارا من أغسطس 2014 ولكن عند إبلاغهم كان الخبر السعيد في يوم الإجازة أول أيام العيد. يقول المحضر الذي حمل رقم 2181 لعام 2014 إداري قسم المنشية كل أقوال هؤلاء وعند سؤالهم في هذا التاريخ وحتي الآن ماذا تم في المحضر؟ لا جواب.. وعند ذهابهم جميعا لرئيس المحكمة لمعرفة الأسباب كان الجواب مفيش أسباب .. أنا القرار. المفاجأة الأكثر غرابة أنه في نفس الوقت والتوقيت الذي تم فيه الاستغناء عن هؤلاء تم صدور قرار بتعيين مجموعة أخري في جميع الدرجات الوظيفية التي كانت تنتظرهم وعددهم يصل لأكثر من 155 موظفا وموظفة لا نعرف عنهم شيئا.. يقول الشباب سألنا زملاءنا في جميع المحاكم علي مستوي الجمهورية وحالتهم الوظيفية مثل حالتنا وبعقود أيضا فوجئنا بأن القرار لم ينطبق عليهم.. ماذا نفعل.. حاولنا أن ننظم أنفسنا ونقف وقفة احتجاجية وصامتة، وذهبنا لقسم المنشية لاستخراج تصريح بذلك ولكن تم الرفض أيضا.أغيثونا يرحمكم الله فنحن اصحاب حق في تلك الوظائُف التي ضاعت منا وضاع معها مستقبلنا وأصبحنا في الشارع.