وكأن وحيد حامد يقرأ في كتاب مفتوح طالع مصر فقد تنبأ تماما بما حدث في 25 يناير من العام 2011 وهذه هي مهمة الكاتب لظروف خاصة لم أستطع أن أتابع كل المسلسلات التي عرضت في رمضان هذا العام ولكن لعادل إمام وضعا خاصا ليس لشخصي الضعيف فقط ولكن علي امتداد الوطن العربي بأكمله وقد لاقي عنوان مسلسل عادل إمام هذا العام «صاحب السعادة»، وهو اسم صادف أهله ذلك لأن عادل إمام لو خرج علينا بدون حوار مكتوب مسبقا أو مخرج يقف وراء العمل ولو ارتجل وقال ريان يا فجل لاجتمعت حوله الأمة، ولا اخفي علي حضراتكم ان عادل إمام هو في مقام العم صلاح السعدني ومعهم ثالثهم المنير الجميل سعيد صالح رحمه الله هم جميعا اعمامي فتحت عيني علي الحياة فوجدتهم من حولي فقد كانوا من دراويش الولد الشقي السعدني الكبير طيب الله ثراه ومن حق عادل إمام أن أواجهه بالحقيقة ذلك لاننا في السنوات الأخيرة كان لدينا عادل إمام في اعمال وحيد حامد وبعد ذلك اصبح لدينا عادل إمام في أعمال يوسف معاطي وأنا لا أقيم وحيد حامد أو يوسف معاطي علي أساس الصداقة أو المعرفة فهذه أمور لا أخلطها بالكتابة ولكن بالتأكيد عادل إمام مع وحيد حامد كان اشبه بلقاء عمنا وتاج راسنا أحمد رجب مع رسامنا الاعظم مصطفي حسين أو أم كلثوم مع احمد رامي لقاء السحب في عليائها ومتي في وقت تقزمت فيه المواهب ونضبت واحجمت التربة الخصيبة عن انتاج هذا النوع من العبقريات التي اثارت الفكر والفن والثقافة والصحافة والأدب في مصر وجعلت منها منارة للشرق بأكمله بالطبع لن ننسي علي الاطلاق ما ابدعه تلاقي العملاقين الكبيرين عادل إمام ووحيد حامد في فيلم «النوم في العسل»، هذا الفيلم الذي استعرض حالة العجز الذي طال الدولة المصرية من رأسها حتي أخمص قدميها وجاء بمثابة كارت اصفر للقائمين علي الأمور في بر مصر في تلك الأيام بأن ثورة الغضب قادمة وأن أحدا لن يستطيع أن يواجه موجات البشر الهادرة وكأن وحيد حامد يقرأ في كتاب مفتوح طالع مصر فقد تنبأ تماما بما حدث في 25 يناير من العام 2011 وهذه هي مهمة الكاتب المثقف الواعي المرتبط بعوام الناس فهو بمثابة الترمومتر الذي يقيس درجة غليان الشارع ويتابع حالته ويحذر من خطورة الأمر قبل أن يستفحل وقد كان ولا يزال وحيد حامد قادرا علي أن يتولي هذه المهمة وكان معه صاحب الموهبة المتفجرة عمنا اسامة انور عكاشة ولكن من سوء حظنا أن المرض داهمه واختطفه الموت وهو في قمة العطاء.. ولهذا فلم يتبق في هذا الزمان سوي وحيد حامد وعلي العم عادل إمام ان يعود إليه فالعود سيكون بإذن الله أحمد ولنعتبر ما فات استراحة محارب انتهت بانتهاء صاحب السعادة. وهنا يجب أن نذكر بالخير الفنان خالد زكي الذي نحت كما المثال العظيم دورا خاصا به وحده والولد الجميل ادوارد الذي يمثل وهو سايب ايده فلا يتعمد الحزق ولا يركن إلي المبالغة ولكنه السهل الممتنع وأما أنت ايها العزيز خالد سرحان فأتمني أن تنسي قليلا عملية الاضحاك ذلك لانك لم تخلق لها ولم تخلق لك وبالنسبة للفنان محمد إمام فعليه أن يفطم نفسه فنيا وينفصل عن النجم الاعظم عادل إمام ويتخذ لنفسه مدارا بعيدا خصوصا بعد هذا الوهج الذي حققه في مسلسل هذا العام واسمحوا لي أن انحني احتراما وتقديرا للعبقرية التي تمثلت في اداء هذا الفنان الذي اضفي البهجة بمجرد ظهوره ذلك لانه فنان صاحب حضور وله هيبة وتحيطه هالة من الاشعاع هذا الفنان الذي استطاع أن يمنح دور ابن البلد قبلة الحياة ويعيده إليه الروح فأعاد إلي الاذهان الشخصية التي قدمها الراحل الكبير محمد رضا ولكن موديل 2014 وفي نيولوك جديد اتحدث عن الفنان الكبير الموهبة القليل البخت المهضوم الحق رياض الخولي بوجودك انت وهذه النخبة من أهل الفن وعلي رأسها اعظم ممثل انجبته الامة عادل إمام.. أقول. حصلت لنا البهجة والسعادة والانشكاح.