هذا ليس صيداً في ماء المنتخب الذي أصبح عكراً منذ الهزيمة الودية من منتخب قطر، بعد أن كانت صورة المنتخب في السما بسبب حالة التألق والإبداع التي ظهر بها أمام المنتخب الاسترالي الذي هو أكثر خبرة من المنتخب القطري مع احترامنا وتقديرنا للجميع.. ولكن ما أكتبه هو نظرة للمشهد من زاوية مختلفة تماماً عن تلك التي تعامل بها الاخوة النقاد وغير النقاد بعد هزيمة المنتخب. الزاوية تتعلق بأحاسيس الجماهير المصرية التي تعيش في الغربة وحضرت إلي استاد حمد بالدوحة لتتفاخر بمنتخبها وبنجومها الذين حققوا ثلاث بطولات متتالية للأمم الافريقية.. هذه الأحاسيس أصيبت بعد الهزيمة في مقتل.. وبصفتي جربت »الغُربة« أقول للاعبي المنتخب: إنكم بأدائكم أمام قطر وبالنتيجة التي خرجت بها المباراة كمن طعن حبيبه بسكين حادة.. وأعلم تمام العلم وأحس وأشعر كيف قضي المصريون المغتربون ليلتهم حزينة وكئيبة بعد أن خذلهم منتخب بلدهم الذي يفتخرون ويتفاخرون ببطولاته في كل مكان. سيقول البعض إنها كرة القدم فيها الخاسر وفيها الفائز، وأرد علي هؤلاء وأقول: هذا كلام منطقي عندما يتقابل الأنداد ، ولكن قيمة منتخب مصر ووزنه وتقييمه حتي علي مستوي العالم التاسع في آخر تقييم للفيفا يجعل النتيجة المتوقعة هي فوز المنتخب حتي لو تقدم الأشقاء في الشوط الأول بهدفين، لأن خبرات وإمكانات لاعبينا ونجومنا تفوق كثيرا إمكانات منتخب قطر، هذا فضلا عن الأداء الفني والجمالي الذي كان متوقعا من نجوم منتخبنا جاء هو الآخر مخيبا للآمال. الزاوية الأخري التي أريد أن أتحدث فيها تتعلق بصورة وسلوك النجوم والجهاز الفني لمنتخب بحجم منتخب مصر، فقد ظهر سلوك بعض اللاعبين ولا أريد ذكر أسماء وأيضا الجهاز الفني انفعاليا بصورة غير مبررة ومسيئة لاسم مصر.. فليس من المقبول أن يتهجم لاعب في المنتخب علي حكم المباراة أيا كانت قراراته، ولم يكن مقبولا من الكابتن حسن شحاتة الذي يعلم تقديري وحبي له أن ينفعل لقرار خاطيء من الحكم.. وإذا كان الأمر كما يقولون مجرد مباراة فيها الفائز والخاسر، إلا أنه بعيداً عن النتيجة سيظل عالقا بالأذهان السلوك المشين لبعض اللاعبين والذي سيلصق باسم مصر دون ان يذكر أحد اسم اللاعب مرتكب الحماقة! ياكابتن »أبوعلي« الشهير بحسن شحاتة: كم أتمني أن تجلس مع لاعبيك الذين تختارهم بنفسك وتعلمهم وتؤكد عليهم أنهم عندما يرتدون »فانلة« المنتخب يكون الأمر مختلفاً ويكون من الواجب عليهم احترام هذه »الفانلة« لأنهم يتحولون في المباريات الدولية من مجرد لاعبين يركلون الكرة بأقدامهم إلي سفراء لأمهم مصر، وأن عليهم أن يكونوا حريصين وحذرين عند كل تصرف يحسب علي بلدهم قبل أن يحسب عليهم. الكابتن المحترم والي أمور المنتخب: أتمني أن تبادر بمعاقبة كل من خرج عن شعوره وأساء إلي صورة مصر، ولا تغضب مني عندما أطالبك أنت نفسك بأن »تمسك أعصابك شوية« لأنك القائد الأعلي لهؤلاء السفراء، وأؤكد لك أنني أعلم جيدا حجم الضغوط التي تتعرض لها وتعمل في أجوائها، وحذار حذار أن تنسوا مرة أخري أنكم تعملون تحت اسم وعلم مصر.. وتقبل تحياتي.