أنكش بإبرة عن أي معلومة جديدة عن الاتجاهات الحديثة في الصحافة وخاصة صحافة المواطن وأخبار الموبايل والانترنت كوسيلة إعلامية جديدة.وكم كانت سعادتي حين تلقيت دعوة كريمة من الدكتور محمد عهدي فضلي رئيس مجلس ادارة اخبار اليوم للمشاركة في الملتقي العربي الاول للصحافة الاليكترونية الذي عقد اوائل هذا الاسبوع.استنفرت كل قرون الاستشعار في عقلي وجلست اتابع حلقات المناقشة المثيرة التي دارت علي مدي ثلاثة ايام. تجاوزت المناقشات الجدلية السائدة في المنتديات الصحفية حاليا حول سؤال:هل تموت الصحافة المطبوعة علي يد الصحافة الاليكترونية،اعتقد ان ذلك يمكن ان يحدث لو لم تفكر الصحف المطبوعة في حلول ابداعية لمشاكل انصراف بعض القراء عنها لاصرارها علي الاستمرار كصحافة خبر في الوقت الذي اصبحت فيه الصحف الاليكترونية لا تترك شيئا يمكن ان تنفرد به الصحف الورقية في اليوم التالي. قد تكون هذه الحلول المبتكرة مثلا هي التفكير في تغيير مواعيد صدور الصحف الورقية لتصدر اكثر من طبعة وقت النهار بدلا من الليل. ويحضرني هنا حوار دار مع كاتبنا الكبير محمد وجدي قنديل، كنت شغوفا ان اعرف منه وقد عاصر عن قرب الاستاذين مصطفي وعلي امين، ماذا كانا يمكن ان يفعلا في عصر الجريدة الاليكترونية التي تحدث لحظيا خاصة وقد عرف عن الاستاذين ان افكارهما سبقت عصرهما؟ رد الاستاذ وجدي لقد فعلاها واصدرا هذه الجريدة التي يتم تحديثها لحظيا خلال العدوان الثلاثي علي مصر. كان من الطبيعي ان تغطي الدهشة كل اوردة وشرايين وجهي، قال لا تستغرب. الحكاية ان الانجليز قصفوا محطة تقوية الارسال الاذاعي في ابو زعبل فسكت الصوت الذي كان يصل عبد الناصر بالمصريين ،فما كان من علي امين الا ان اتصل بعبد الناصر واخبره ان صوته لن ينقطع وانه سيصدر اخبار اليوم كل ساعة من صفحة واحدة توزع علي جميع المصريين. احد الحلول الاخري ان تهتم الصحف بالصرعة الجديدة في العالم الغربي وهي صحافة المواطن فبسبب التليفون المحمول وما توفره تكنولوجيا الاتصال من أدوات جعلت عملية إنتاج وتداول الأخبار علي الويب وعبر المدونات ومواقع الانترنت ومواقع التفاعل الاجتماعي واليوتيوب أمراً متاحاً لجميع المواطنين علي مدار الساعة.وبالتالي اصبح من الممكن ان يتحول جميع المواطنين الي صحفيين يرسلون الي جرائدهم صورا التقطوها لجرائم او احداث مثيرة شاءت الصدفة ان يكونوا في مواقعها لحظة وقوعها. وتعد كليمنسا رودريغيزأستاذة الإعلام الكولومبية أول من استخدم مفهوم إعلام المواطن عام 2001، لتصف به العمليات التي يقوم بها المواطنون للمشاركة في مجتمعاتهم المحلية من خلال استخدام وسائل اتصال مستقلة. ويركز د.محمد شومان في بحثه الذي قدمه لملتقي اخبار اليوم للصحافة الاليكترونية عن صحافة المواطن علي ان هذا النوع من الاعلام يمكن ان يكون صوتاً لمن لا صوت لهم. كما انه يمكن الفئات المهمشة في المجتمع؛ ويستطيع إعلام المواطن ايضا أن يكون مصدراً بديلاً للمعلومات. ويمكنه الحفاظ علي موقف مستقل عند معالجة جمع وتوزيع المعلومات. وفي امريكا اشترك بعض المواطنين بالفعل في تغطية بعض الأخبار وكتابة قصص إخبارية، وساهم آخرون في العمل داخل صالة التحرير في محطات إذاعية محلية. واعتمدت كثير من الصحف علي صور وموضوعات صحفية نشرت في مدونات لمواطنين لم يسبق لهم احتراف أو ممارسة العمل الصحفي. لو جعلنا القاريء يحس اننا صوته ومرآته وانه احد صناع الجريدة وليس مجرد مستقبل سلبي، لرفعنا فوق الاعناق ولن يخذلنا ابدا.جربوا فقط الا تخذلوه.