نفي الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف ومكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين أي علاقة بين الاسلام والتخلف الذي يعانيه العالم الاسلامي منذ فترة طويلة. وأكدا أن المسلمين تخلفوا عندما سلموا زمام العلم لغيرهم ودخلوا في متاهة الغيبيات والخرافات والشكليات التي تراجعت بهم وأوصلتهم إلي ماهم عليه الآن من تراجع حضاري. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامها المجلس الاعلي للشئون الاسلامية أمس الاول بمسجد النور بالعباسية وتحدث فيها نقيب الصحفيين عن الدين والعلم والسياسة وفرق خلالها بين الدين والسياسة، فاوضح أن الدين مطلق لأنه من عند الله معني بالخير والشر وتحكمه ثوابت الهية ولا يحتمل الخطأ، أما السياسة فتحتمل الخطأ والصواب وأنصاف الحلول والملاينة والمواءمة لأنها فعل إنساني تحكمه قدرة البشر النسبية في صراعه مع الآخر. وقال إن دولة الإسلام قوامها التربية الصحيحة فالإسلام لم يحدد نظاماً محدداً للحكم لكنه طلب الشوري والعدالة ورفع الظلم وأكد انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فقد تحدث عن الشوري وترك للانسان صياغة رؤيته لحياته في ظل ظروف ومتغيرات عصره. وقال إن أول واجبات الاغلبية المسلمة في أي دولة ان تكون المبادرة بازالة كل صور التمييز والتفرقة بين مواطن وآخر وأن تسعي لتوفير المواطنة الحقيقية دون تمييز لجنس أو دين، وأكد علي شعار الدين لله والوطن للجميع، وواجب الجميع حماية الوطن من أي تدخل أجنبي يفسد وحدته، ومن واجب الاغلبية المسلمة أن تتفهم مشاعر الآخرين وتسعي لإزالة اي شعور بالاضطهاد او التمييز. وقال وزير الاوقاف ان النبي صلي الله عليه وسلم أول من قرر مبدأ المواطنة باصداره صحيفة المدينة التي كانت أول دستور للتآخي بين اصحاب العقائد المختلفة وإرساء مباديء حقوق الانسان وإقرار الحقوق والواجبات، ونبه الي أن العقل الاسلامي يراد له أن يغيب لحساب الخرافات والغيبيات التي استأثر الله وحده بعلمها حتي لا تقوم للمسلمين قائمة، ويجب أن نتنبه جميعاً إلي خطورة غياب العقل والاستسلام لهذه الخرافات إذا كنا جادين في الخروج من المأزق الحضاري الذي تعيشه الأمة الاسلامية منذ فترة طويلة.