أمر رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" امس قيادات عمليات الأنبار والجزيرة ونينوي بتنفيذ عمليات مسلحة واسعة في منطقة الجزيرة لتعقب الإرهابيين وذلك بعد مقتل نحو 70 شخصا في سلسلة تفجيرات استهدفت مقاه وأسواقا في أخر أيام عيد الفطر. وبلغت أخر حصيلة لضحايا 16 تفجيرا بسيارات ملغومة او عبوات ناسفة بالاضافة الي هجوم مسلح - 71 قتيلا ونحو 300 مصاب. ووقعت الهجمات التي بدت منسقة في ثمانية أحياء شيعية وسنية ومختلطة في بغداد بالإضافة إلي محافظات كربلاء وكركوك وذي قار وصلاح الدين واستهدفت أسواقا وشوارع تجارية مزدحمة ومتنزهات ترتادها الأسر للاحتفال بالعيد. وجاءت الهجمات في سياق العنف الطائفي المتصاعد في العراق منذ بداية العام، وقد أعقبت شهر رمضان الذي شهد مقتل أكثر من ألف شخص وهو أكبر عدد من القتلي في شهر واحد منذ عام 2008. واستهدفت الهجمات مقاهي يتجمع فيها العراقيون عادة بعد الافطار يوميا ومساجد تجري فيها صلوات التراويح. وإستعاد متشددون من السنّة فاعليتهم وكثفوا هجماتهم ضد الحكومة التي يقودها الشيعة. وتتزايد التوترات بين الفصائل الشيعية والسنية والكردية في الحكومة العراقية واثارت أعمال العنف الأخيرة مخاوف من العودة الي أتون العنف الطائفي الذي بلغ ذروته في 2006 و2007. من جهتها اعتبرت وزارة الداخلية ان العراق يواجه "حربا مفتوحة" تغذيها الإنقسامات الطائفية في البلاد وسارعت الي تعزيز الأمن في بغداد وأغلقت الطرق ودفعت بطائرات هليكوبتر للقيام بدوريات في سماء العاصمة. وأعلنت مصادر بالشرطة سقوط 12 من عناصر قوة "مكافحة الإرهاب" بين قتيل ومصاب اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا تابعا لهم شمال محافظة بابل. وأدانت الولاياتالمتحدة الهجمات ووصفت مرتكبيها بأنهم "أعداء الإسلام". وقالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الامريكية "جين بساكي" انها "اعتداءات جبانة.. استهدفت عائلات كانت تحتفل بعيد الفطر". واضافت ان "الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات هم اعداء الاسلام وهم عدو مشترك للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي"، مذكرة بان "الولاياتالمتحدة رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لكل معلومة تساعد السلطات في اعتقال او قتل ابو بكر البغدادي" زعيم تنظيم القاعدة في العراق. وينسب المسئولون العراقيون تصاعد العنف الي النزاع الذي تشهده سوريا ويتهمون بإستمرار دولا أخري بتأجيجه.