بعد اختفاء حفلات »أضواء المدينة« التي لم يعد لها وجود في حياتنا الصاخبة.. وانطفأ انوار »ليالي التليفزيون«.. التي كانت تقام حفلاتها بصفة دورية.. لم يبق لنا من الليالي الملاح غير حفلات الموسيقي العربية التي تستضيفها القاهرة سنويا بين جدران دار الأوبرا.. هذه الحفلات استطاعت علي مدي دوراتها أن تعيد لنا زمن الغناء الجميل وأن تؤكد في نفس الوقت أن هناك أصواتا تستحق بالفعل الرعاية والدعم من جانب الاذاعة والتليفزيون.. لانها بالفعل أصوات متميزة تحتاج الي من يصقلها ويدفعها خطوات الي الأمام، لعل وعسي تعيد لنا من جديد الأصالة التي افتقدناها برحيل عمالقة الغناء أمثال أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وفريد ونجاة وشادية وليلي مراد وغيرهم من الأصوات التي رحل اصحابها.. ولكن مازال بريقها متوهجا كلما أذيعت أغانيها عبر الأثير، رغم أنف الكليبات الغنائية التي نجحت فقط في إثارة الغرائز دون أن تطربنا أو تشجينا بسحر الكلمات وجمال النغمات وحلاوة الأصوات التي افتقدناها جميعا في ظل الصخب الموسيقي وتدني الكلمات وتشابه الأصوات وهي عوامل تضافرت معا لتساهم في هبوط الأغنية وانحدارها الي أسفل سافلين.. لذا فالتحية واجبة لدار الأوبرا المصرية لحرصها علي إقامة حفلات الموسيقي العربية سنويا واحتضانها للأصوات الجادة والمتميزة التي تجمع بين الموهبة والدراسة من أجل عودة الروح من جديد للاغنية وسط هذا الضباب الغنائي الذي نحياه.. والتحية واجبة ايضا لقناة النيل الثقافية ورئيسها عمر أنور لقيامها بنقل هذه الحفلات يوميا علي الهواء مباشرة.. لنقضي أياما مع الطرب الأصيل ومازال الأمل يراودنا أن نستعيده من جديد من خلال حناجر وأصوات مطربي ومطربات الموسيقي العربية.