أصبحنا مش ملاحقين علي منظومات الحكومة، ما نصدّق نخرج من منظومة لنأخذ هدنة نلتقط فيها الأنفاس حتي تسارع الحكومة بإدخالنا في منظومة جديدة لتقطع فيها نفسنا. فمن منظومة رغيف العيش إلي منظومة الأمن إلي منظومة توزيع أنابيب البوتاجاز إلي منظومة السولار والبنزين والغاز الطبيعي.. وهلمّ.. كل منظومة تجري ورا المنظومة عايزة تطولها.. أصبحنا عايشين في منظومة كلام كبير قوي ومجعلص قوي، أمّا الفعل ؟ مفيش.. ولا مشكلة واحدة توحد ربنا استطاعت الحكومة أن تحلها لا كلها ولا حتّة منها، والمشاكل بتكبر وتتفاقم والناس بتعاني وتقاسي الأمرّين وليس أمامها إلاّ الصبر، وللصبر حدود.. فإذا نظرنا إلي رغيف الخبز المدعم فلن نجد علي مستوي العالم كله رغيفا أسوأ منه شكلا وموضوعا، وكأن الناس في مصر لا تستحق أن تأكل خبزا آدميا مثل باقي الشعوب لماذا ؟ لا ندري.. أمّا إذا نظرنا لمشكلة الوقود فبالاضافة إلي النقص الحاد جدا في الكميات المطروحة من البنزين والسولار والتي تهدد حركة النقل بالشلل التام، وبارتفاع أسعار جميع السلع المنقولة والمتداولة، فهناك أيضا صيف مظلم بانتظارنا بسبب النقص الحاد في الغاز الطبيعي والسولار واللذين لا تعمل معظم محطات إنتاج الكهرباء في مصر إلاّ بهما، والشيء المرعب أن عددا من هذه المحطات الانتاجية قد توقف بالفعل عن العمل في الأيام القليلة الماضية وخرج من الخدمة بسبب عدم وجود الوقود اللازم للتشغيل.. فهل نحن مستوعبون لهذا الأمر وهذه الكارثة ؟ يعني في عز الحر ( وحر القاهرة أصبح يضاهي حر دول الخليج ) لن نجد كوب ماء بارد أوحتي مروحة لتخفيف لفحات الهواء الساخن.. أقول لكم بقي علي المنظومة الرابعة وهي منظومة أنابيب البوتاجاز والتي أصبحت جزءا من المعاناة الأصيلة للشعب المصري وذلك منذ أكثر من عامين، فقد حدث نقص حاد في العدد المطروح منها نتج عنه وجود سوق سوداء ارتفع فيها سعر الأنبوبة الواحدة لحوالي أربعين وخمسين جنيها في بعض الأحيان، فضلا عن العجز المخجل للحكومة في الاشراف علي عملية النقل والتوزيع والوقوف مكتوفة الأيدي أمام مافيا السوق السوداء.. أمّا منظومة المناظيم اللي علي حق فهي منظومة الأمن.. فمنذ قامت الثورة المباركة ونحن نعاني الأمرين من غياب الأمن وعدم تواجده تواجدا ملموسا في الشارع المصري.. وكم ناشدنا وكم توسلنا وكم رجونا ولا من مجيب، وأصبح المواطن المصري غير آمن لا في بيته ولا في أي مكان آخر يائسا إلاّ من رحمة الله سبحانه وتعالي.. واكتملت منظومة الأمن عندما أصدر النائب العام قراره الشهير في الأسبوع الماضي بأحقية المواطن العادي في ضبط المجرمين والقبض عليهم وتسليمهم لأقرب رجل بوليس أو قسم شرطة.. ولم ينتبه صنّاع القرار أنه يمكن أن يجر البلد كلها للسقوط في نيران حرب أهلية أعاذ الله مصر منها.. فعلا.. يا منظوماتك يا حكومة..