المواطنون خالفوا التعليمات وقفزوا من فوق البوابات مترو الانفاق كان واحدا من انجح مشروعات الدولة لخدمة أبناء القاهرة الكبري بل الوافدين إليها من باقي المحافظات، ولكن بعد مرور ما يقرب من 71 عاما علي تشغيله الامور اختلفت بعد أن أصبح الاهمال يغلف هذا الجهاز الحيوي المهم.. اهمال ليس وليد الادارة فقط وانما نتاج تصرفات وافعال مستخدمي المترو ايضا.. الادارة السلبية سمحت للمخالفين بالاستمرار في ارتكاب مخالفاتهم . »الأخبار« رصدت المخالفات والاعتداءات التي أصبح المترو يعج بها يوميا فهناك كان مشهد الباعة الجائلين والمتسولين، وهناك أيضا أحد اخطر الاعتداءات التي ترتكب في حق المترو والتي استحدثت في مجتمعنا وهي الوقفات الاحتجاجية التي يتعمد منظموها قطع طريق القطارات ومنعها من السير والغريب فيها أيضا أن بعضها يقوم بها العاملون في جهاز المترو بسبب مشاكل خاصة بعملهم وبالتالي فلا حرج إذا احتذي بهم أي من أصحاب المصالب الفئوية أو السياسية الأخري وقاموا بإيقاف المترو لتوصيل صوتهم للمسئولين.. ومن المخالفات أيضاً التي يرتكبها بعض الركاب نقل ظاهرة »التسطيح« من قطارات السكة الحديد إلي قطارات المترو .. وأيضاً لن ننسي المخالفات التي يرتكبها جهاز المترو نفسه في حق ركابه من عدم تشغيل بوابات الخروج والدخول الموصلة للأرصفة رغم وعود مسئولي الجهاز بإصلاحها أو تشغيل أخري جديدة، هذا فضلاً عن تهالك القطارات وسوء التهوية والتكييف فيها وعدم الاهتمام بتنظيف العربات، وغيرها من المشاكل التي أصبحت لا تضر بحقوق الركاب وإنما تحولت إلي تهديد واضح لهذا الجهاز وأصبح المترو وكأنه يصرخ ويئن من أوجاعه!! معاناة يومية استطلعت »الأخبار« رأي المواطنين حول أداء منظومة المترو.. فيقول محسن محمد »موظف« إنه بحكم عمله يستقل المترو أكثر من مرة خلال اليوم وأشار إلي أنه قبل الثورة كان المترو مختلفاً عن وضعه الآن فأصبح يمثل معاناة يومية لمستقليه لما يشهده دائماً من مخالفات بسبب غياب النظام وتغيير سلوكيات المواطنين وعدم رهبتهم للقانون، كل هذا تحول إلي تربة خصبة للفوضي والإهمال وتنامي هذه المخالفات واستمرار المخالفين في القيام بها فالباعة الجائلون والمتسولون يملأون القطارات ويضايقون الركاب بأساليبهم وأفعالهم السيئة. أما أبانوب عماد »طالب« فيؤكد أن المترو مشروع حضاري عظيم استفاد منه قطاع كبير من المواطنين خاصة الموظفين والطلاب فعدد ركابه يقترب من 3 ملايين شخص يومياً، مشيراً إلي انه يكفي ما قدمه لكل هؤلاء حينما عوضهم عن استخدام الميكروباص والسرفيس وحماهم من بلطجة سائقيهم وزحمة الشوارع واشارات المرور.. ولكن هذا الجهاز الحيوي ذابت مميزاته وسط عيوبه بسبب المخالفات التي يشهدها يوميا وتحولت كلها إلي أوجه قصور فيه لم نكن معتادين عليها من قبل. أين الشرطة؟!! وأكد جمال عبدالهادي »مراقب بإحدي محطات المترو« ان سلبيات ركاب القطارات زادت اعدادها بعد الثورة بسبب الانفلات الأمني فموظفو مترو الانفاق يعانون من عدم تعاون الشرطة معهم للتصدي للخارجين عن القانون مما يعرضهم يوميا لمشاغبات مع البلطجية والباعة الجائلين ولمحاولتهم المرور بدون تذاكر بجانب لهو الاطفال ومزاحهم علي القضبان أو امام القطارات الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر وأضاف ان هذه المخالفات في الامكان التعامل معها بالقانون من خلال الغرامات ولكن مرتكبيها بالطبع سوف يرفضون دفعها وفي حالة اجبارهم علي سدادها قد يتعرض الموظف للخطر وخاصة من البلطجية الذين اصبحوا لايهابون من استخدام الاسلحة امام الجميع. انفلات أخلاقي وأكد المهندس عبدالله فوزي رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو ان السبب الرئيسي لتدهور الأوضاع داخل مترو الانفاق خاصة بعد الثورة هو الانفلات الأخلاقي لكثير من المواطنين الذين يقومون بأعمال شغب وبلطجة علي موظفي محطات المترو.. وأضاف ان شرطة المرافق متعاونة مع أمن المترو للتصدي للخارجين عن القانون والباعة الجائلين والمتسولين وأشار إلي ان تزايد أعداد الباعة الجائلين أصبح مشكلة في جميع انحاء مصر ولكن شرطة المرافق تقوم بحملات مكثفة للقضاء علي هذه الظاهرة داخل المترو.. وقال ان الفترة الأخيرة بدأت معاناة المواطنين بسبب الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها متظاهرون لمطالب سياسية أو وقفات فئوية لمطالب خاصة وبعضهم يغلقون السكة امام القطارات مما يسبب شللاً بخطوط مترو الانفاق.. لذا فأناشد الشعب المصري ان المترو ملك المصريين جميعا ولا يوجد مبرر للاحتجاج علي القضبان.. وأكد ان السيطرة علي جميع المخالفات تحتاج إلي استقرار الأوضاع السياسية في مصر. ويقول عمرو بدر عضو ائتلاف شرطة النقل والمواصلات ان التعديات علي جهاز المترو أصبحت صارخة ولا يردع مخالفوها أي قانون وخاصة بسبب ما نعاني منه من انفلات أخلاقي وتحامل المواطنين علي رجال الشرطة الذين اصبحوا وكأنهم مذنبون دائما، مشيرا إلي ان الكثير من المخالفات التي يتم ضبطها نتعرض خلالها لأعمال بلطجة من قبل مرتكبيها وفي حالة استخدام القانون اتجاههم يتعاطف معهم باقي المواطنين ويصبحون هؤلاء البلطجية هم الضحايا ونحن المخطئون وهو ما تسمي ب»سياسة الصوت العالي أو نظرية المؤامرة« بحيث ان الجميع يرون دائما ان رجال الشرطة هم المذنبون.. ولذا ما نطلبه هو قانون يحمينا ويقوي موقفنا امام رؤسائنا الذين غالبا ما ينحازون لصف المخالف منعا لإثارة المشاكل كما نناشد المواطنين التضامن معنا والثقة في قراراتنا والتخلي عن النظرة التي افرزتها الثورة ان الشرطة هي أداة السلطة في وجه الشعب.