بعد منتصف الليل بقليل وخلف متجر كبير في برلين يفحص شابان يرتديان قبعتين صوفيتين - صناديق القمامة بحثا عن اطعمة لا تزال صالحة للأكل ويحملان علي دراجتهما الخبز والخضروات والشوكولاتة ثم يرحلان. ولم يكن الفقر الدافع الوحيد لأعداد متزايدة من الشبان الالمان للبحث عن الطعام وسط القمامة بل ايضا الاستياء من اهدار الاطعمة وتقدر منظمة الأممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) الفاقد بثلث جميع المنتجات الغذائية في انحاء العالم كل عام وتقدر قيمته بنحو تريليون دولار. وفي المانيا حيث ينتشر الوعي بالبيئة والتكلفة اضحي "توزيع الاغذية" احدث صيحة ويستخدم الانترنت لتبادل الاطعمة التي يتم جمعها من صناديق القمامة الخاصة بالمتاجر وهي لا تزال في حالة جيدة. وانضم أكثر من 0028 شخص في المانيا لانشطة توزيع الطعام عبر موقع الماني علي الانترنت في غضون سبعة اسابيع من اطلاقه ولمن لا يستطيعون الوصول للانترنت اقيمت "نقاط ساخنة" في عدة اماكن حيث يتسني لاي شخص ان يحصل بنفسه علي الطعام دون الكشف عن هويته من براد في سوق مغلقة في برلين. والقاء الطعام ظاهرة في الدول الغنية ولكنه مشكلة في الدول الفقيرة. وتقول كاميليا بوكاتاريو خبيرة فاقد الغذاء في الفاو في روما إن ما يهدره المستهلكون في امريكا الشمالية واوروبا بين 95 و 511 كيلوجراما للفرد كل عام مقارنة مع ما بين ستة و 11 كيلوجراما في افريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق اسيا.