قام مسلحون تابعون لتنظيم "القاعدة" بإشعال النيران في مكتبة بمدينة تمبكتو في مالي، تحتوي علي نحو 20 الفا من المخطوطات التي لا تقدر بثمن، وذلك مع اقتراب قوات الجيشين الفرنسي والمالي من تخوم المدينة الأثرية. وقال رئيس بلدية تمبكتو "هال عثماني" امس ان المتطرفين قاموا بإحراق معهد "أحمد بابا" الذي يضم مخطوطات تعود للقرن ال13 أثناء فرارهم من المدينة". ويوجد بالمدينة مائة ألف مخطوط أثري تقريبا تعود إلي حقبة ما قبل دخول الإسلام، وتحتفظ بها علي مر الأعوام الأسر التي تقطن المنطقة. وتحوي تلك المخطوطات نصوصا كتبت في مجالات متنوعة بينها الموسيقي وعلم النباتات والأديان والقانون والعلوم والتاريخ والتجارة. وكانت تلك الجماعات قامت بتدمير عدد كبير من الأضرحة التي تعتبرها منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة (يونسكو)، تراثا للإنسانية. ونجحت قوات الجيش الفرنسي والمالي في السيطرة صباح امس علي مداخل ومطار بلدة "تمبكتو" الواقعة شمال شرق العاصمة باماكو وذلك في ختام عملية برية وجوية تمت خلال الليل. وأوضح المتحدث باسم هيئة اركان الجيوش الفرنسية في باريس الكولونيل "تييري بوركار" ان القوات مدعومة بمظليين فرنسيين وطائرات هليكوبتر، تمكنت من السيطرة علي منطقة تقع بين معقلي المسلحين المتطرفين تمبكتو وجاو. وأكد الجيش الفرنسي ان القوات الفرنسية والمالية التي لم تواجه "اية مقاومة" من المسلحين. وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" ان "تحرير مالي يتم ببطء"، محذرا من ان "مقاتلي حركة أنصار الدين في شمال مالي يختبأون الان وقد يعاودون الظهور". وبعد هجوم استمر اسبوعين شاركت فيه طائرات حربية وقوات برية فرنسية تمكنت سلطات مالي من استعادة مدن ديابالي ودوينتزا بوسط البلاد وجاو شمالا في حين واصل الجيشان الفرنسي والمالي طريقهما صوب الشمال. وكان رئيس الوزراء الفرنسي "جان مارك ايرولت" قد دعا "المجتمع الدولي الي مواصلة التحرك" بشأن ملف مالي، مشددا علي أن هدف فرنسا هو "فقط وقف تقدم المجموعات الارهابية نحو الجنوب ومساعدة مالي علي استعادة وحدة اراضيها"..؛ وجدد التأكيد ان "بقاء فرنسا سيستمر الوقت الضروري لكي تحل العملية الافريقية محلها"، مشيرا الي ان "القوة الافريقية بصدد الانتشار، وأول كتيبة في اطار العملية الاوروبية ستصل الي باماكو مطلع فبراير". وتستضيف اليوم العاصمة الإثيوبية اديس أبابا مؤتمرا للمانحين للقوة الإفريقية المقرر نشرها في مالي. وفي جاو خرج السكان علي وقع الطبول والموسيقي التي حظرها المتمردون سابقا ورفع