ينتشر في سماء الوطن غبار قاتم أسود كثيف مصدره خطأ في الحسابات، وتقدير ردود الافعال ووسائل تحقيق الاهداف، وإذا أردنا تجاوز هذا الخطأ فعلينا أن نفهم جيداً ما أخطأنا فيه عندما حسبنا فالوطن كان في حال وفجأة تحول إلي حال مغايرة. ظاهرة لابد من إزالة أسبابها بسرعة حتي لا نقع في كارثة تستعصي علي الحل، تصبغ المستقبل بلون أحمر.. الوطن في حاجة لمن يبنيه لا من يتبناه.. الوطن الآن بين شقي الرحي تعتصره الخلافات، وتقسمه الرؤي القانونية والحسابات السياسية، والمواجهة بين السلطتين القضائية والتنفيذية مرعب، نتائجه مجهولة، كلها بلا شك خطيرة قد تعصف بالمجتمع وبمن فيه، شعب مصر يعيش حالة توهان لا يدري متي ولا كيف تنتهي وتنقشع الغمة، الصورة معقدة تحتاج لمن يفك ألغازها ويرسم ملامحها بدقة فمصيبتنا أننا نلطم الخدود ونذرف الدموع ونرتدي ملابس الحداد وفجأة نتوقف عن كل ذلك لنتفرج.. كل شيء يهون لسلامة الوطن وحماية أرواح ودماء أبنائه: التضحية مطلوبة وإنكار الذات ضرورة، لكن شجاعة اتخاذ الخطوة الاولي معدومة ومع العناد ستعصف الرياح بالاخضر واليابس. نفس المشهد يتكرر.. ما حدث مع المجمع العلمي حدث نهاية الاسبوع الماضي مع مدرسة قصر الدوبارة، اشعلوا النار فيها بالمولوتوف ووقفوا يتفرجون، يضحكون، يرقصون ابتهاجاً بمنشآت الدولة التي تقضي عليها النيران، ويمكن ان يكونوا نفس الجناة، هل يمكن أن نطلق علي من يموت منهم شهداء، والمؤسف أننا - في نفس الوقت - ننسي أو نتناسي شهداء حقيقيين ضحوا بأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن الوطن وأبنائه وحدوده ومنشآته.. نسينا في غمرة انفعالاتنا واحياناً مزايداتنا شهداء ومصابي القوات المسلحة والشرطة الذين هم الشهداء حقاً الذين ينالون رضا الله ويستحقون الخلود والتخليد والتكريم أما الاخرون الذين استخدموا ويصرون علي استخدام المولوتوف وكسر الرخام للقتل والتدمير وسفك الدماء وتخريب الوطن فبلطجية مأجورون، لذا وجب علينا أن نفرق جيداً حتي لا تختلط علينا الأمور وليأخذ كل ذي حق حقه ونضع نهاية للبلطجة التي نشجعها بتصرفاتنا وقراراتنا.. الوطن غال والارواح عزيزة ودماء الشهداء الحقيقيين غالية، ودم المسلم علي المسلم حرام.