صبرى غنىم الحديث هنا في لندن لا يتوقف بين الأخوة العرب عن بشار الأسد أو كما سمعتهم وهم يطلقون عليه لقب جزار سوريا، فقد كنت أتناول طعام الإفطار في مطعم الفندق الذي أقيم فيه وكان يجلس علي مقربة مني مجموعة من الأخوة العرب صوتهم كان مسموعا وهم يتبادلون الحوار حول ما يجري في دمشق وخاصة بعد حديث بشار للتليفزيون الروسي الذي قال فيه انه صناعة سورية ًولن يموت إلا في سوريا أحدهم علق قائلا كلامه يحمل نهايته وان النظام قد شارف علي الرحيل.. ويقاطعه أخر ويقول هذا مجنون فقد ضيع الفرصة من يده يوم ان كان وزراء الخارجية العرب في اجتماع من اجتماعات جامعة الدول العربية بيدرسوا فكرة الخروج الآمن له ويومها استنكر ان يخرج من سوريا.. ويصيح أحدهم وهو يقول" كيف يقوم وزراء الخارجية العرب بتكريم جزار وقاتل.. وينفلت لسان أحدهم وهو يقول "مبارك لم يرتكب جرائم القذافي ولا جرائم علي عبد الله صالح الذي يعيش الآن حرا في اليمن ولم يرتكب جزءا من مذابح الأسد الذي يسعي وزراء الخارجية العرب عن طريقة للخروج الآمن له .. فلماذا لا يكون سعيهم في الوصول الي مبادرة عربية بطلب الافراج الصحي عن مبارك الذي تخطي الثمانين عاما.. واتجهت نظراتهم لي وكأنهم كانوا ينتظرون تعليقا مني.. قلت لهم الذي اعرفه ان هناك دعوي أمام القضاء تطالب بالإفراج الصحي عن مبارك ولم يصدر الحكم فيها حتي الآن ثم نهضت من مكاني واستأذنتهم ، حيث تركت المكان وفي رأسي أسئلة كثيرة عن بشار الأسد وفي يدي صحيفة ناطقة باللغة العربية تحمل علي صدرها مانشيت يقول" أجواء اقتراب النهاية تخيم علي دمشق " وهنا بدأت أقول في داخلي : من المؤكد أن بشار علي استعداد ان يدفع بقية عمره ولا يتزحزح من علي كرسي الرئاسة حتي النفس الأخير.. ومهما ارتفعت الحناجر وطالبت برحيله فهو لن يكون صورة من حسني مبارك علي حد تعبيره ويسلم الكرسي للثوار بسهولة.. فهو لن يكون مثله ولن يخضع لمطلب الثوار حتي ولو تحولت شوارع سوريا بكاملها الي برك دماء.. لن تهتز مشاعره أمام جثث الأطفال وهم يتساقطون في أحضان أمهاتهم.. لن تجزع له نفس وهو يري اشلاء اسر بأكملها علي أبواب مساكنها تجرفها الكراكات وهي تحاول ان تخفي معالمها من الشوارع حتي لا تكون عنوانا للوحشية والبربرية . . صاحبنا يري ان ما يحدث في بلاده هو حركة إرهابية، لذلك جند جيشه لسحق ما اسماهم بالإرهابيين مع انهم كريمة الشباب السوري الحر الذين انتفضوا ضد ديكتاتورية النظام السوري وخرجوا في حركة ثورية لا تعرف العنف ولا الإرهاب.. هتافاتهم كانت تنادي بتحرير سوريا.. وفي مظاهرات سلمية قدموا عدة مطالب فقد كانوا يريدونها بيضاء لا تشهد إراقة الدماء لكن عجرفة النظام لم يسلم هؤلاء الشبان من طلقات الرصاص وقد كان من الطبيعي ان يدافعوا عن انفسهم فتحول الدفاع الي حرب أهلية، ويكشف الأسد للروس انه يتعرض لمؤامرة ويهدد بانه سيشعل الحرب في كل المنطقة إذا تعرضت بلاده لأي اعتداء . - إلي هنا والموقف يزداد غموضا قطر التي تخطط لزعامة المنطقة بعد اسقاط مصر راحت تحتضن المعارضة السورية وتركيا ومصر والسعودية يستقبلون النازحين الذين تركوا بيوتهم للشبيحة وقد أعلنوا كفالتهم بهؤلاء النازحين والأسد يزداد يوما بعد يوم عنادا ولا اعرف كيف هانت عليه بلاده في ان يراها والدمار والخراب يغطي جميع مدنها وقد امتلأت السجون بالابرياء.. السؤال هنا من يحاسب هذا الديكتاتور علي جرائمه وقتل هؤلاء الأبرياء.. لقد تذكرت جلستي علي الافطار مع الأخوة العرب الذين أثاروا موقف وزراء الخارجية العرب يوم ان اجتمعوا للبحث للاسد عن الخروج الآمن وكان في اعتقادهم ان هذا المطلب هو بداية صفقة معه وقد خاب أملهم في ذلك وقد فاتهم ان مثل هذا الاقتراح هو صدمة للشعب السوري الذي يرفض الخروج الآمن للسفاح.. ليس هناك عاقل في الوطن العربي يؤيد تكريم جزار وقاتل للألاف من الشهداء بالبحث في خروجه الأمن مع ان الأحق بالبحث في حالته نظيره حسني مبارك الذي يستحق طلب العفو الصحي عنه علي اعتبار انه لم يرتكب واحدا علي ألف من اجرام الأسد، ومعروف عن مبارك عناده ومع ذلك لم يركب راسه أو يأمر الحرس الجمهوري بفتح النيران علي الثوار.. وفي هدوء وبعد ان استمع لصوت الشعب وهو يطالبه بالرحيل استقل الطائرة الي شرم الشيخ وكلف نائبه بالإعلان عن التنحي.. لقد استجاب لنداء الشعب وترك كرسي الرئاسة بلا عنف أو مجازر.. لقد التزم بوعده الذي قطعه علي نفسه منذ خمس سنوات عندما قال إذا الشعب اعلن يوما انه لا يريدني فسوف استجيب لندائه.. وفعلا حقق وعده.. السؤال الآن من الذي أحق بالعفو جزار سوريا بالخروج الآمن أم مبارك العجوز الذي جنب مصر ويلات الحرب الاهلية بطلب العفو الصحي عنه.