علاء عبدالوهاب كل المصريين، وليس أقباط مصر وحدهم يتطلعون إلي الأنبا تاوضروس رأس الكنيسة المصرية الجديد. البابا لا يمثل الكنيسة الأرثوذكسية وحدها، لكنه رمز مصري، ونهوضه بآمال وأحلام شعب الكنيسة إضافة وطنية خالصة تحتاجها مصر بمسلميها ومسيحييها علي قدم المساواة. ملفات عديدة بانتظار البابا الجديد، كثير منها شأن وطني قبل أن يكون قضية تعني المسيحيين وحدهم، لاسيما أن ثمة أدوارا سياسية لعبتها الكنيسة خلال العقود الأخيرة، وبعضها بات بحاجة لإعادة نظر، وتلك مسألة يثيرها- بالأساس- مسيحيون وطنيون يرون أن خلط الأوراق يربك المشهد الوطني. الشباب القبطي يجب أن يعود لمفهوم المواطنة، فقط هم تحت العباءة الروحية للكنيسة، لأن السياسة تُمارس في أوعيتها بعيداً عن دُور العبادة، وأتصور أن البابا تاوضروس سوف يضرب المثل والقدوة في فصل الدين عن السياسة، وأن أكثر ما يعنيه سيكون ترسيخ الدور الروحي لأكبر كنيسة في الشرق الأوسط. أتمني - كمسلم مصري - أن يكون بطريرك الكنيسة القبطية رمزاً مصرياً خالصاً، يتمثل ميراثا عظيما كانت فيه الكنيسة ركيزة وركناً حصيناً للوطنية، عبر تاريخ حافل كان نصب أعين الجميع شعار أن الدين لله والوطن للجميع، وتمثلاً لمقولة البابا شنودة »مصر وطن يعيش فينا لا نعيش فيه«.