الركاب فى انتظار القطار بعد ان فجرت تحقيقات »الاخبار« في نهاية الاسبوع الماضي ازمة تذاكر سفر المواطنين قبل حلول العيد عبر القطارات، وكشفنا وصول التذاكر الي السوق السوداء وتسريبها من منافذ البيع بمحطة مصر لتباع بضعف ثمنها في المناطق القريبة في المحطة، ذهبنا مرة اخري لمعرفة اذا كان المسؤلون تحركوا لاحتواء الازمة ام لا؟، لنفاجأ بان التذاكر نفدت من منافذ البيع بعد اقل من 7 ايام من عرضها للبيع، وان هناك حالة يأس واحباط سيطرت علي الباحثين عن تذكرة سفر الي وجه قبلي لقضاء العيد مع ذويهم، متسائلين باندهش شديد اين التذاكر ؟.. ولماذا تم تخفيض مدة بيع التذاكر من 15 يوما الي 7 ايام فقط.. الاخبار رصدت في السطور القادمة معاناة المواطنين وواجهتهم بالبدائل التي سيلجأون اليها للسفر.. وواجهت وزير النقل بالازمة؟ بدأت جولة تحقيقات »الاخبار« بمحطة رمسيس وتحديدا من صالة رقم 1 المخصصة لحجز تذاكر قطارات الوجه القبلي.. الصورة كانت تبشر بانفراج الازمة حيث اختفت الطوابير والزحام ومظاهر التكدس وخلت منافذ بيع التذاكر من المواطنين وعندما اقتربنا من المنفذ اخبرنا موظف الحجز بانه لاتوجد تذاكر »خلصت«.. وان اول ميعاد لحجز القطارات يبدأ من بعد انتهاء اجازة العيد يوم 28 اكتوبر نفاد التذاكر تسبب في حالة احباط لدي الباحثين عن تذكرة »سفر« الي الصعيد، فالبهدلة او الوقوع تحت وطأة السوق السوداء او رحمة سائقي الميكروباص او التسطيح علي اسقف القطارات ستكون النتيجة الطبيعية لمحاولة قضاء اجازة العيد مع الاهل والاحباب، وبدلا من ان تكون اجازة للترويح عن النفس تتحول الي رحلة عذاب رايح والله اعلم مصير »الجاي«. حاولنا التحدث داخل صالة حجز التذاكر مع المواطنين ولكن رجال المباحث اخبرونا بانه »ممنوع الكلام والتصوير« وهذه تعليمات رئيس هيئة السكك الحديدية.. ولكن هذا لم يمنعنا من التحدث في الخفاء مع المواطنين.. واول من تحدث معنا محمد سعيد من محافظة اسيوط والذي اكد انه يأتي الي محطة القطار برمسيس منذ اسبوع يوميا لحجز تذكرة ولكنه فوجئ بالزحمة والطوابير، وعندما حضر امس في الصباح الباكر لضمان اولوية الوقوف في طابور »التذاكر« فوجئ بالموظف المختص يصدمه »مفيش تذاكر«، فتجددت المعاناة موضحا انه بدأ يقطع رحلات مكوكية بجوار الهيئة من اجل الفوز بتذكرة من السوق السوداء حتي ولو بأضعاف ثمنها. حالة الاحباط واليأس كانت عاملا مشتركا مع عم »ناصر جبر« والذي ينتمي الي محافظة سوهاج قائلا: رغم ذهابي عدة مرات الي مقر صرف التذاكر بمحطة مصر الا انني فشلت في الحصول علي تذكرة سفر بسبب الزحام الذي طوق غرفة حجز التذاكر، وقد تسببت الهيئة نفسها في هذا الزحام والتكدس عندما اعلنت تخفيض ايام الحجز من 15 يوما الي 7 ايام فقط، وهو ما ادي الي تدافع الكثير من راغبي السفر علي »شبابيك« التذاكر.