وساعده أنصاره في إقامة أول دولة إسماعيلية فاطمية في تونس، ونقل قيادتها بعد ذلك المعز لدين الله الفاطمي إلي مصر.. السبت: يقول الله تبارك وتعالي في الآية »681« من سورة البقرة: »وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان«.. والمعني الواضح من هذه الآية الكريمة هو أن لا وسيط بين الإنسان وبين ربه. لكن الشيعة بكل فرقهم- التي أوصل عددها بعض العلماء إلي ما يقارب السبعين فرقة- لا يؤمنون بذلك، ويزعمون ان الإنسان لا يستطيع الاتصال بربه إلا عن طريق الإمام.. والشيعة بصفة عامة يعتقدون بأن الدنيا والآخرة كلها للإمام يتصرف فيها كيف يشاء، ويسندون إليه الحوادث الكونية، وكل ما يجري في الكون من رعد، وبرق، وزلازل.. وبأنه يعلم الغيب.. ويقول محمد بن يعقوب الكليني - من علماء الشيعة - في كتابه »الكافي« إن الآئمة »يعلمون ما كان. وما يكون، وأنه لا يخفي عليهم شيء«.. وكذلك روي محمد باقر المجلس، وهو من أهم شيوخهم، في كتابه »بحار الأنوار« أن الإمام جعفر بن محمد بن علي قال: »والله قد أعطينا علم الأولين والآخرين«.. فقال له رجل من أصحابه: »جُعلت فداك، أعندكم علم الغيب؟«.. فقال له : »ويحك اني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء«.. ويقول الخوميني في كتابه »الحكومة الإسلامية« إن للإمام مقاما محمودا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون.. وأن تعاليمهم كتعاليم القرآن لا تخص جيلا خاصا وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلي يوم القيامة!! وكنت قد تحدثت في يوميات سابقة عن فرقة الشيعة الإسماعيلية.. المنشقة عن فرقة الشيعة الإماميين التي انقسمت إلي أربع طوائف، هي »الفرامطة«، و»البهرة«، و»الفاطميون«، و»الحشاشون«.. وهذه الطوائف تصف أئمتها بصفات ترفعهم إلي مقام الألوهية، ويؤكد الذين ينتمون إليها بأن الإمام وارث للأنبياء جميعا، ويؤمنون بأنه إذا كان يبدو كسائر الناس في الظاهر.. يأكل، ويشرب، وينام، ويموت.. إلا أنه في الحقيقة وجه الله »!!« ويد الله »!!« وهو الذي سيحاسب الناس يوم القيامة، ويقسمهم بين الجنة والنار.. وطائفة الإسماعيلية الفاطمية أسسها عبيد الله المهدي في منطقة السلمية في سوريا، وأحاطها بسرية كاملة في كل ما يتصل بممارستها الدينية بسبب الخلافات الحادة التي كانت قائمة بينه وبين الشيعة الإماميين.. ثم ترك السلمية ورحل إلي شمال أفريقيا، حيث ساعده أنصاره في إقامة أول دولة إسماعيلية فاطمية في تونس.. وتتابع بعده علي حكم هذه الدولة المنصور بالله »أبوطاهر إسماعيل«، والمعز لدين الله »أبوتميم معد« الذي فتح مصر عام 163 هجرية، وخلفه العزيز بالله »أبومنصور نزار« ثم الحاكم بأمر الله »أبوعلي المنصور«، ثم الظاهر أبوالحسن علي، ثم المستنصر بالله »أبوتميم«.. واستمرت الطائفة الاسماعيلية الفاطمية تحكم مصر، والحجاز، واليمن، حتي زالت دولتها علي يد البطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي. أما الطائفة الاسماعيلية الرابعة فهي طائفة الحشاشين.. التي توجد بقاياها حتي الآن في بلاد الشام وفارس، ومن أبرز شخصياتها الحسن بن صلاح، وهو فارسي الأصل.. والذين ينتمون إلي هذه الطائفة عرفوا بالحشاشين لأنهم كانوا يفرطون في تدخين الحشيش .. وقد انتهت دولتهم وسقطت قلاعهم أمام جيش هولاكو المغولي، وتفرقوا في بلاد المشرق العربي ولايزال لهم وجود واتباع إلي الآن.. ومن هؤلاء »الأغاخانية« في العراق، وفي شمال باكستان، والآئمة الأغاخايلون غارقون في الملذات.. وهم يقيمون الاحتفالات التي يقوم خلالها أتباعهم بوزنهم بالذهب الخالص.. وبالبلاتين.. وبالألماس.. ويستولي الإمام علي كل ذلك لنفسه في نهاية كل احتفال. جرائم الشيعة الإسماعيلية وكل طوائف الشيعة الإسماعيلية تتبرأ من صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم، خاصة أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، ويتهمونهم بالكفر والارتداد عن الإسلام، واغتصاب الخلافة من علي بن أبي طالب.. والشيعة الإسماعيليون قاموا بجرائم واغتيالات ومجازر عديدة.. وأخطر هذه الجرائم كانت محاولة نبش قبر الرسول، صلي الله عليه وسلم وسرقة جسده .. وكان صاحب الأمر بارتكاب هذه الجريمة الخطيرة هو الحاكم بأمر الله الفاطمي حاكم مصر، الذي عرف باضطراب عقله وزندقته، حيث أمر قائد الحملة التي وجهها إلي المدينةالمنورة، بأن يسرق جثمان الرسول الطاهر، وينقله إلي مصر لتصبح محطة أنظار المسلمين، ولترتفع مكانة الشيعة الفاطميين.. ويقول ممدوح الحربي في كتابه »السنة والشيعة.. جذور الفتنة الكبري«: »إن القائد الفاطمي تسلل مع بعض رجاله ليلا إلي الحرم النبوي، وعندما وصلوا إلي الحجرة الشريفة لينبشوا القبر، هبت ريح عاصفة شديدة كادت تقتلع البناء فخافوا وارتدوا علي أعقابهم، وغادروا المسجد مذعورين خائبين وعادوا إلي مصر.. لكن الحاكم بأمر الله، الذي حكم مصر فيما بين عامي 425 و445 هجرية، قرر تكرار المحاولة، وبعث بأربعين رجلا من الأشداء، إلي المدينةالمنورة.. وبقوا فيها مدة قاموا خلالها بحفر سرداب من مكان بعيد عن المسجد لعدم لفت الانتباه إليهم ينتهي بهم أسفل الحجرة الشريفة.. لكن السرداب انهار فوقهم ودفنوا فيه جميعا دون أن يشعر بهم أحد!! جريمة أخري انقلها من المرجع السابق تقول إن المعز لدين الله الفاطمي بلغه أن الزاهد أبوبكر النابلسي.. يخالف أوامره فأمر باستدعائه وعندما ساقوه إلي مجلسه قال له: »بلغني أنك قلت لو أنك امتلكت عشرة أسهم، لرميت الروح بتسعة، ورميت الفاطميين بسهم.. فقال أبوبكر: ما قلت هذا.. فعاد المعز لدين الله إلي سؤاله: ماذا قلت إذن؟.. قال الرجل: قلت ينبغي أن أرميكم بتسعة، وأرميهم بالعاشر.. فعاد يسأله : ولماذا ؟ فقال: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الألوهية، وادعيتم ما ليس لكم.. فأمر المعز الإسماعيلي الرافضي بضرب الرجل الزاهد الشجاع بالسياط ضربا شديدا، وفي اليوم التالي أمر أحد الجلادين بسلخ جلده.. وقال الجلاد بعد قيامه بتنفيذ الأمر: رق قلبي علي الرجل، فطعنته في قلبه بالسكين ليموت كي لا يتعذب أثناء قيامي بسلخ جلده.. وقد وردت هذه الرواية أيضا في كتاب »البداية والنهاية« للإمام ابن كثير.. والجرائم التي قام بها الشيعة الإسماعيلية.. ضد العديد من مشاهير وشيوخ السنة وعلمائهم كثيرة ومتنوعة.. وقد بلغت بهم الجرأة إلي حد محاولة اغتيال البطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي مرتين.. كانت المرة الأولي في عام 075 هجرية اثناء حصاره لمدينة حلب.. وكانت المرة الثانية اثناء وجوده مع أحد القادة في خيمته بالقرب من قلعة »إعزاز«.. لكن الله سبحانه وتعالي حفظه من غلهم وحقدهم.. أما الجرائم التي ارتكبوها في مكةالمكرمة، وداخل الكعبة المشرفة، ضد حجاج بيت الله الحرام فتنطوي علي بشاعة لا نظير لها.. وحدث في سنة من السنوات ان قاموا بهدم قبة زمزم، وقلع باب الكعبة لكنه سقط علي رأس أحدهم فمات.. واستطاع بعضهم اقتلاع الحجر الأسود من مكانه وأخذوه، وبقي عندهم ما يقارب العشرين سنة.. الساعون للتقريب!! يحرص ملالي الجمهورية الشيعية في إيران علي الحديث في وسائل الإعلام عن المساواة بين الشيعة والسنة في جميع المجالات، ويدفعون أموالا طائلة علي الدعاية التي يقوم بها اتباعهم في البلاد العربية والاسلامية، بينما هم في الحقيقة يخططون بشتي الوسائل والطرق الخبيثة لاستئصال وإبادة أهل السنة.. والدليل علي ذلك انه لا يوجد مسجد واحد لأهل السنة في طهران، وأصفهان، ويزد، وشيراز.. وهذا بطبيعة الحال يتفق مع جوهر الفكر الشيعي، الذي أكده علماؤهم في مراجعهم وكتبهم.. ولا يوجد شيعي واحد لا يؤمن بفكر نعمة الله الجزائري- أشهر علماء الشيعة في زمنه- الذي يقول في الجزء الثاني من كتابه »الأنوار النعمانية« بالحرف: »اننا لا نجتمع مع النواصب- يقصد أهل السنة- علي إله، ولا علي نبي، ولا علي إمام.. فهم يقولون إن ربهم الذي كان محمد نبيِّه، وخليفته أبوبكر.. ونحن لا نقول بذلك الرب، ولا بذلك النبي.. ونقول إن الرب الذي خلق خليفة نبيِّه أبابكر ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا..«!! ويقول محمد عبدالحليم الحربي، في كتابه »عقائد الشيعة«: »ان مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة التي تطرح هذه الأيام من بعض الكتاب، الذين لا يخفون إعجابهم بإيران، ويسمون أنفسهم ب »المتنورين«، يدفعنا إلي ان نتساءل: كيف نتقارب مع الذين يسبون خيارنا؟.. والذين يسبون أبابكر وعمر وعثمان، ويكفرونهم مع أن هؤلاء هم الذين نقلوا إلينا القرآن والسنة؟!.. وكيف نتقارب مع من يقول شيخهم محمد الكاشاني: »ان القرآن الذي بين أيدينا ليس بتمامه كما أُنزل علي محمد بن عبدالله، صلي الله عليه وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغيِّر محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة..«؟!! وكيف نتقارب مع من يؤمنون بما قاله مرجعهم الكبير »النوري الطبرسي« في كتابه »فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب«.. الذي أورد فيه ما يقرب من ألفي حديث ورواية عن تحريف القرآن الكريم؟! أنا لا أعرف بماذا أسمي ذلك.. ولا أعرف بماذا أصف أولئك »المتنورين«!! وللحديث بقية.