مصطفى بلال ... محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية أصدقكم القول بانني كعاشق لتراب هذا الوطن، أخشي أن تسير الجمهورية الثانية علي نفس نهج الجمهورية الأولي التي وأدت الأمل في نفوس كل المصريين.. أخشي أن تتفرغ حكومات الثورة للتصريحات، والتطمينات دون فعل أو عمل أو نتيجة ايجابية يشعر بها المواطن علي أرض الواقع. قبيل نهاية عام مضي، كتبت مقالا، ولم يكن له نصيب في النشر!!! المقال كان عنوانا »سيناء.. والقرار الزلزال!«.. كتبت أقول: لم يمض سوي يومين فقط علي اقتراح لجنة الجبانات بمحافظة القاهرة بتحديد تسعيرة قدرها مائتا جنيه لدفن الميت من أبناء العاصمة.. حتي فاجأنا أهل القرية الذكية بقرار وأد المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء.. وهو المشروع الذي سبق وأن أقرته الدولة في إطار خطة ممتدة من عام 1994 حتي عام 2017 ويواكب قرار تورية جثمان المشروع الثري اقامة سرادق ضخم لتلقي العزاء من كل ابناء الشعب المصري في مقتل الأمل في فرصة عمل لمئات الآلاف من الشباب العاطل، ولاهدار استغلال الكنوز والثروات في باطن أرض سيناء وفوقها. هذا الكلام.. وهذا القرار الزلزال ليس اضغاث احلام، أو افتراء علي سادتنا أهل القرية الذكية، أو ادعاء بالباطل علي اصحابها.. انما هي الحقيقة المؤلمة التي ستودي بحياة الآلاف بل الملايين وتثبت للجميع فشلنا الذريع في استغلال هدايا السماء لأهل الأرض الفقراء!! منذ أيام قلائل، وتحديدا يوم الاثنين 30 مارس من عام 2009 عقد عمدة القرية الذكية د. أحمد نظيف اجتماعا وزاريا أكد فيه - وفقا لما نشرته الصحف القومية- أهمية وضع منظور متطور مستقبلي لتنفيذ مخططات تطوير سيناء. وأكد مطالبته للوزارات المعنية وضع وجهة نظرها في تنفيذ هذه المخططات.. وأن تضع الوزارات التصور النهائي لمخطط تطوير سيناء وأولوياته، وترجمة ذلك الي مشروعات محددة، ووضع آلية للمتابعة استعدادا لعقد عدة اجتماعات تنسيقية يتم الخروج بتصور نهائي لمخطط التطوير.. هذا ما أعلنه المتحدث باسم القرية الذكية عقب الاجتماع!! وللتذكرة فان الذكري تنفع المؤمنين، هذا الاجتماع الوزاري -كما قلت- انعقد يوم 30 مارس من عام 2009، ومن قبله بنحو 40 يوما فقط وتحديدا يوم 9 فبراير من عام 2009 ايضا عقد عمدة القرية الذكية اجتماعا كرر فيه نفس التعليمات والكلمات حيث طلب من الوزارات المعنية وضع خطة شاملة ومتكاملة لتنمية سيناء تقوم علي استغلال الموارد الطبيعية بها!! أعزائي، احبابي من ابناء مصر المخلصين، ألا تلاحظون معي تكرار نفس العبارات والكلمات عقب الاجتماعين الوزاريين رغم ان الفارق بينهما نحو 40 يوما!! وموت يا شعب مصر وليس ابناء سيناء وحدهم.. فمازال امامنا تصورات للتطوير ثم عدة اجتماعات أخري لوضع التصور النهائي!! ثم.. ثم.. ولنبدأ من نقطة الصفر مهدرين 15 عاما من عمر المشروع القومي لتنمية سيناء!! ألم أقل احبابي ان سرادق سيناء سيقام قريبا.. أرجو بل ألتمس منكم أن توافوني برأيكم في القرار الزلزال لعمدة القرية الذكية!! ووسط هذه الغيوم.. وقعت عيناي علي أمل جديد في الزميلة الجمهورية صباح السبت الماضي بقلم الزميل أحمد العبد.. قال في الخبر: طالب اعضاء لجنة الشئون العربية خلال اللقاء مع محافظ شمال سيناء بضرورة أن تتولي تنمية وتعمير سيناء هيئة وزارية أو وزارة خاصة وبخاصة منطقة الوسط! السيد الرئيس.. كل ما أخشاه أن يتكرر نفس السيناريو السخيف السابق.. سيناء.. في انتظار قرار رئيس مصر.. ويا ليته يكون قريبا وعاجلا. اللهم بلغت اللهم فاشهد.