سمىر عبدالقادر منذ أيام شاهدت في أحد شوارع المهندسين منظرا غريبا، سيارة تقوم برش الشارع.. هذا المنظر جعلني أعيش للحظات في الماضي البعيد.. وأستعيد ذكرياتي القديمة عن نظافة القاهرة، أيام أن كانت شوارعها تغسل بالماء والصابون.. وتنظف بالسيارات الميكانيكية بعضها مزود بآلات لشفط الأتربة التي تتراكم بجوار الأرصفة.. وأخري تحمل خزانات المياه وتروي الأشجار والنباتات بصفة دورية.. وثالثة تتولي عملية الكنس بواسطة فرش آلية.. إلي جانب سيارات الرش التي تجوب شوارع العاصمة نهارا. أما نظافة التماثيل التاريخية التي تتوسط الميادين المهمة.. وهي لرموز مصر وزعمائها المخلصين، فكانت تقوم بغسلها سيارات الاطفاء كانت شوارع القاهرة تتحول بعد منتصف الليل إلي خلية نحل.. . عمليات تخطيط الشوارع باللون الأبيض ودهان بردورات الأرصفة وتغيير لمبات الاضاءة التالفة بلمبات جديدة، وترميم الحفر والمطبات.. وغير ذلك من عمليات التجميل كانت تتم يوميا. وعندما شاهدت سيارة الرش أصابتني الدهشة وتساءلت.. هل يمكن أن يعود الماضي.. وتعود الاشراقة مرة أخري إلي وجه القاهرة الكبري.. ويستطيع أهلها أن يستنشقوا الهواء دون خوف علي صحتهم من أمراض التلوث.. هل في الامكان ان تعود العاصمة إلي سابق عهدها وعلي نفس المستوي من النظافة التي كانت عليه في الماضي البعيد؟؟ أعتقد ان هذا مستحيل في ظل الامكانات الحالية، وتضاعف عدد السكان عشرات المرات.. والهجرة من الريف التي مازالت مستمرة. والوعي الذي يكاد يكون معدوما بين معظم أفراد الشعب. ولذلك فإن حل هذه القضية ليس سهلا.. ويحتاج إلي تضافر جميع الجهود.. حكومية وإعلامية وشعبية فمن واجب الحكومة أن تضاعف الاعتمادات المخصصة للنظافة في الموازنة العامة.. وأن يعمل رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل بنفسه علي تذليل العقبات التي تعترض إعادة النظافة والحضارة إلي وجه القاهرة الكبري. بوضع خطة متكاملة لإعداد البرامج التليفزيونية والإذاعية التي تهدف إلي التوعية بالنظافة. وعلي أن تتم إذاعة هذه البرامج بصفة مستمرة ودون انقطاع علي جميع القنوات والمحطات.. وهذا العمل الوطني سوف يقدره له جميع المواطنين.. وسيكون له تأثيره البالغ في علاج هذه القضية المهمة.