جاء خطاب الرئيس محمد مرسي في افتتاح قمة عدم الانحياز بطهران قويا ومتوازنا نجح من خلاله في إرساء سياسة خارجية مصرية جديدة منفتحة علي جميع دول العالم دون تبعية ولا معاداة لأحد.. تعيد مصر الي قلب الأحداث وتفعل دورها كعضو مؤثر في النظام الدولي.. وأتوقف في خطاب الرئيس مرسي أمام عدة ملاحظات: بينما تجنب آية الله خامنئي المرشد الأعلي للثورة الايرانية والرئيس الايراني أحمدي نجاد الاشارة الي الأزمة السورية جاء موقف الرئيس مرسي تجاه هذه القضية قويا وشجاعا فرغم وجوده في ايران التي يعد نظامها أقوي الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد إلا أن الحرج لم يجد طريقه إليه فشن هجوما حادا علي نظام الأسد ووصفه بأنه نظام قمعي فقد شرعيته مؤكدا أن الوقوف ضد هذا النظام واجب اخلاقي وضرورة سياسية.. وقال لقادة القمة وهو يستحثهم علي التحرك لحل هذه الأزمة »نزيف الدم السوري في رقابينا«. كلمة مرسي لم تعجب بالطبع الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم فانسحب من الجلسة وخرج المعلم يهاجم الرئيس مرسي في تصريحات صحفية أذاعها التليفزيون المصري كاملة في بادرة تؤكد حدوث تغير حقيقي في السياسة الاعلامية التي يقودها حاليا الزميل والصديق صلاح عبدالمقصود وزير الاعلام الإخواني الذي أكد قبل تسلم منصبه التزامه بتحويل الاعلام من اعلام الدولة الي اعلام الشعب.. وربما تكون اذاعة تصريحات المعلم ضد الرئيس مرسي البداية لتحقيق وعد الوزير. رغم العداء التاريخي بين عبدالناصر والإخوان المسلمين الا أن الرئيس مرسي حرص علي الاشادة بدور عبدالناصر في تأسيس حركة عدم الانحياز مؤكدا أنه عبر بذلك عن إرادة الشعب في كسر الهيمنة الامريكية.. فهل يمكن اعتبار هذه الاشارة رسالة للتصالح مع التيار الناصري؟ رسالة أخري غير مباشرة بعث بها د. مرسي للأشقاء الأفارقة تؤكد لهم أن مصر لن تتخلي أبدا عن دورها الافريقي ولا مساندتها للشعوب الافريقية حينما أكد انه لم يعد مقبولا استمرار الظلم التاريخي الواقع علي افريقيا باستبعادها من العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي. دعوته لنظام عالمي عادل يخرج الدول النامية من دائرة الفقر والتبعية والتهميش تؤكد أن مصر الجديدة.. مصر ثورة 52 يناير تتمسك بأن يكون لها دور فاعل في النظام الدولي يستهدف تحقيق مصالح الدول النامية والفقيرة.. وهو دور أصيل لمصر.. وإن كانت أهملته لفترة الا أنها تعود اليه بعد ثورة 52 يناير ولن تتخلي عنه مرة أخري. آخر كلام لقاء الرئيس مرسي المغلق مع الرئيس الايراني أحمدي نجاد كان متوقعا مع أول زيارة يقوم بها رئيس مصري لايران منذ 33 عاما ولعل هذا أهم مكسب حققته ايران من قمة عدم الانحياز.. لهذا لم أصدق أبدا تأكيدات د. ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة قبل وصول الرئيس مرسي الي طهران أن زيارته ستقتصر علي حضور الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز فقط!!