يقول الله تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ، وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ، وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء، ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ، طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَي بَعْضٍ، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) "سورة النور: الاية 58". من الآداب التي تهاون الناس فيها، ولم يعودوا يلقوا لها بالاً؛ أدب الاستئذان، وخصوصاً استئذان العائلة الواحدة بعضها علي بعض، لعدة اسباب منها:-الجهل بالأحكام الشرعية التي تنظم علاقة أفراد الأسرة بعضهم مع بعض مع العلم أن سلوك صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكن كذلك؛ بل كان الواحد منهم لا يكتفي بمجرد القراءة فقط، وإنما القراءة والحفظ والعمل، ويدل علي ذلك ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "كنا لا نجاوز العشرآيات من القرآن حتي نقرأها ونعمل بها، فتعلمنا العلم والعمل معاً".-الجهل بأحكام العورة، وخصوصاً عورة الأقارب وما يحل أن ينظر بعضهم من بعض، وما يحرم من ذلك.-الاعتقاد الخطأ بأن أفراد العائلة الواحدة لا محظور عليهم، ولا محرم بينهم، ولا عورة بينهم والحقيقة أن هذه الأمور الثلاثة السابقة مجتمعة أدت إلي التهاون في أدب الاستئذان بين الأقارب، مع خطورة هذا التهاون من حيث مخالفة حكم الشرع، والمساوئ الاجتماعية التي تنتج عن عدم الالتزام به.الاستئذان بين أفراد العائلة الواحدة واجباً بنص الآية القرآن ، حيث جاء طلب الاستئذان بصيغة الأمر كما جاء في اللآية السابقة فهل آن لنا ان نعي اوامر الله تعالي في القرآن الكريم وسنة النبي صلي الله عليه وسلم حتي لايقع المجتمع المسلم في المهالك ونظرا لخطورة الموضوع فللحديث بقية فيما بعد. يجب الإذن علي كل شخص يستطيع أن يتعرف علي العورات ويميزها، ويمكنه أن يعرف أن هذا المكان من الإنسان هو جزء محرم لا يجب النظر إليه ويجب ستره، وهذا يكون في حق كل إنسان بالغ عاقل، إضافة إلي من ذكرتهم الآية، وهم العبيد (ملك اليمين) وهي فئة غير موجودة اليوم، والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، أي الذين لم يصلوا إلي سن الرشد بعد، ولكنهم يدركون الأشياء ويميزون بينها، يدركوا العورة ويعرفوا أن الننظر إليه هو رذيلة من الرذائل، فإذا كان هؤلاء علي صغرهم مأمورين بالاستئذان، فالبالغون أولي منهم به، وعلي ذلك فكل شخص في البيت مأمور بالاستئذان سواء كان أباً أو أما أو ابناً أو بنتاً. فلا يظن الرجل أنه يحق له أن يدخل علي زوجته متي شاء دون استئذان وخصوصاً في الأوقات التي وردت بالقرآن، ولا يظن الأب أنه يحق له أن يدخل حجرة ابنته وهي تغلقها علي نفسها دون إذنها، ولا يظن الأخ أن له أن يدخل علي اخته وهي كذلك بغير إذن، ولا يظن أنه يمكنه أن يدخل علي أخيه وهو يغلق علي نفسه بغير طلب الإذن، فكل هذه الحالات يتهاون فيها الناس، مع أنها هي المحرمة بنص القرآن الكريم، عن عطاء قال سألت ابن عباس رضي الله عنه أأدخل علي أختيّا بغير إذن؟ قال: لا، قلت هما أختيّا في حجري أمونهما وأنفق عليهما، أأستأذن عليهما!! قال: أتحب أن تراهما عريانتان؟ قلت: لا، قال: إذن فاستأذن عليهما. الأصل أن الأنسان يستأذن علي أهله في كل وقت يعلم أنهم قد تخففوا فيه من ثيابهم، وأنه لو دخل عليهم فإن نظره سيقع علي عوراتهم، وقد علمنا هذا من خلال الآية الكريمة، التي حددت أوقاتاً ثلاثة يكون الناس فيها في غالب الأحيان قد حطوا عنهم جزء ا كبيراً من ثيابهم، وهو: قبل صلاة الفجر، وعند القيلولة وقت الظهر، وبعد صلاة العشاء.