خاض الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي معركة إنتخابية صعبة للحفاظ علي عرش الإليزيه . ويأخذ خصوم ساركوزي عليه أنه يصطاد في مياه اليمين المتطرف, وقد أثيرت هذه الاتهامات مجددا في ضوء طرحه استحداث "وزارة للهجرة والهوية الوطنية".. لكنه يشدد علي أن الفرنسيين يؤيدون تطرقه إلي هذه المسائل, معتبرا أنه الوحيد الذي يمكنه احتواء اليمين المتطرف. .كما يتخذ ساركوزي أحيانا مواقف مفاجئة ومتناقضة بطرحه أفكارا بعيدة عن خطته فيؤيد إشراك المقيمين الأجانب في الانتخابات المحلية . ويعتبر الرئيس الفرنسي الذي تولي مقاليد الحكم منذ عام 2007 بعد فوزه علي منافسته الاشتراكية سيجولين روايال - الرجل القوي في اليمين الحاكم الفرنسي, وهو من الداعين إلي القطيعة مع السياسات السابقة بهدف إحداث "تغيير عميق"في البلاد. ولكن الواقع الانتخابي الفرنسي انقلب في الأشهر الستة الأخيرة ضده, حيث تشير بعض الدراسات إلي أن نصف الناخبين الفرنسيين غيروا توجههم الانتخابي خلال تلك الفترة وغالبية أصحاب الأصوات المتغيرة هم من الذين انتخبوا ساركوزي عام 2007 ويبودو من الجو العام الذي يسود الشارع الفرنسي حاليا, أن الفرنسيين لا يتوقعون المعجزات من فرنسوا هولند المرشح الاشتراكي الأوفر حظا, لكنهم سئموا من ساركوزي واستعراضاته الفارغة. وعلي الرغم مما يظهره ساركوزي خلال جولاته ومهرجانته الإنتخابية من قوة إلا انه يعيش في الفترة الأخيرة هاجس ما بعد خروجه من سدة الرئاسة, خصوصا أن لائحة خصومه تطول, وهم ينتظرون الفرصة لينتقموا منه لاسيما رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان الذي تسبب ساركوزي في دخوله إلي المحاكم, وكاد يسجن جراء قضية "كلير ستريم" الشهيرة التي ادعي من خلالها ساركوزي علي دوفيلبان بتهمة التزوير وزج باسمه في قضية يقول دو فيلبان انه لا علاقة له بها.ومن خصوم ساركوزي أيضا الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي ينتمي إلي نفس الحزب اليميني الحاكم والذي أعلن انه سوف ينتخب المرشح الاشتراكي هولاند مما شكل صاعقة لدي اليمين الفرنسي وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني. وتشير بعض المصادر الصحفية والاعلامية الي وضع نفسي صعب يعيشه ساركوزي هذه الايام حيث انه لن يتحمل خسارته وسيمر باوقات نفسية وعصبية صعبة في حال خروجه من الاليزيه.كما يواجه ساركوزي تحديا اخر يتمثل في المسلمين الذين يحشدون اصواتهم للاطاحة به لمعاقبته علي لهجته التي اصبحت معادية للمهاجرين والاسلاميين.