كنيسة »دوف ورلد اوتريتش سنتر« مركز حمائم التواصل العالمي- تأسست في عام 6891 بمدينة جينسفيل بولاية فلوريدا الأمريكية علي يد رجل أعمال يدعي دونالد نورثاب، الذي توفي بعد ذلك بعشرة أعوام.. أما القس »تيري جونز« صاحب الاعلان عن حرق المصاحف يوم أمس »11 سبتمبر«، فهو مطرود من كنيسة بمدينة كولونيا الألمانية بعد ان طلب منه المنتمون إلي كنيسة »المجموعة المسيحية« هناك ان يتركها بسبب خلاف حول اسلوبه في القيادة. وفي عام 2002 ادانت محكمة كولونيا الإدارية »تيري جونز« وحكمت عليه بدفع غرامة بسبب استخدامه لقب »دكتور« دون أن يكون هناك ما يؤهله لكي يستحق هذا اللقب. الأخطر من ذلك ان ابنته »إيما«- التي كانت من أهم الشخصيات المنتمية إلي تلك الكنيسة الالمانية- اتهمته »اتهمت اباها« بعدم الأمانة في معاملاته المالية. ويقال ان الرجل يفرض علي تلاميذ يترددون علي كنيسته، صنع قطع من الأثاث لكي تقوم شركة يملكها مع زوجته بعملية شحن هذه القطع! ويدير الزوجان هذه الشركة لبيع الأثاث! وقبل ان يتسلم تيري جونز رئاسة كنيسته الحالية في عام 6991 كان يعمل مديرا لأحد الفنادق! والمؤكد، وفقا لشهادات كثيرة ان الرجل يعاني من مشكلات مالية وانه أراد ان يجمع لكنيسته المفلسة بعض المال. وإذا كانت معظم مصادر الانباء قد ذكرت ان الكنيسة البروتستانتية لايزيد عدد أتباعها عن خمسين شخصا، فان الاعلامي المصري الصديق محمد الحسيني المقيم في الولاياتالمتحدة اتصل بي من هناك لكي يؤكد لي ان عدد اتباع المدعو جونز لا يتجاوز الثلاثين. والمؤكد ايضا انه رجل يسعي إلي الشهرة، وانه كان سعيدا لأن عدد من حضروا مؤتمره الصحفي، عقب الاعلان عن حرق المصاحف، يتجاوز بكثير عدد من يستمعون إلي مواعظه الدينية! وقد أراد هذا الرجل ان يستثمر أجواء الكراهية للمسلمين في عدة دوائر أمريكية لكي يحقق هدفين: كسب المال والشهرة، برفع شعارات من نوع »ان الاسلام خطر.. ونحن نكرهه لأنه مليء بالكراهية«! كما ورد في احدي مدونات كنيسته التي تحرض علي التعصب الديني الأعمي. ووجد جونز الفرصة سانحة، في ظل معارضة قطاع كبير من الأمريكيين لإقامة المركز الاسلامي في نيويورك، الذي كان يحمل اسم »بيت قرطبة« واصبح اسمه الآن »بارك 15«. هناك أموال ضخمة وراء معارضة مشروع المركز الاسلامي، وكل من يتابع تلك العلاقة الوثيقة بين مايسمي بمركز »مراقبة الجهاد« الذي يخلط عن عمد بين الاسلام والارهاب، ويديره ديفيد هورويتز في لوس انجيلوس، والموقع الالكيتروني الذي يديره رجلا يدعي سبنسر بغرض »توعية الرأي العام بحقيقة الدور الذي تلعبه الافكار الدينية للجهاد في العالم المعاصر وبين »جويس تشيرنك« زوجة المؤسس الثري لشركة تكنولوجية في كاليفورنيا.. يستطيع ان يكتشف مسار عمليات التمويل للنشاط المناهض للعرب والمسلمين. قدم هورويتز 029 ألف دولار لمركز »مراقبة الجهاد« باسم مؤسسة يملكها تدعي »مركز الحرية« ولكن الممول الحقيقي كان »اوبري تشيرنك« الذي يملك شبكة يقدر ثمنها بمبلغ 057 مليون دولار والذي كان، في وقت ما، أمينا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، ويبدو ان تشيرنك هذا يهوي دعم أي نشاط لصالح المحافظين من اعداء العرب والمسلمين، مثل مشروع »باجاماس ميديا«، وهو عبارة عن شبكة مدونات تخدم تفكير هؤلاء المحافظين. وبلغت ميزانية »مركز الحرية« التابع لديفيد هورويتز، في العام الماضي، 5.4 مليون دولار، منها تبرعات من مؤسسة برادلي »جماعة أخري من المحافظين« وقدمت الأخيرة دعما ماليا ايضا لمركز »السياسة الأمنية« في العام الماضي الذي يتبني نفس التوجهات. إذن.. هناك نهر متدفق من المنح والهبات والتبرعات لقائمة طويلة من العناصر السياسية المشبوهة، سواء مؤسسة تشيرنك أو »ميمري« أو »كاميرا« أو هورويتز أو »مركز فرانك جافني« للسياسة الأمنية أو مشروع »قفوا هنا« الاسرائيلي.. إلي جانب جماعات أخري تكرس كل جهودها لمحاربة أي دعوة لوقف الاستيطان اليهودي في القدسالشرقية، مثل »اتيريت كوهانيم«. والملايين التي تتدفق علي خزائن تلك الجماعات.. كلها مخصصة لهدف واحد: الدفاع عن المصالح القومية لاسرائيل في الولاياتالمتحدة، وتتولي جماعة تشيرنك دور حلقة الاتصال بين الجماعات المذكورة، وهناك المجلس الفيدرالي اليهودي لمدينة لوس انجيلوس ومعهد هدسون ومؤسسة »الدفاع عن الديمقراطيات«، التي تستخدم ايضا احدث الوسائل التكنولوجية لاداء نفس المهمة. وقد قامت تلك الجماعات بحملة واسعة لتوزيع شريط فيلم مسموم مناهض للاسلام اسمه »استحواذ« Obsassion . ليس خافيا ان الغرض من كل تلك الأموال.. خلق كراهية للمسلمين- كل المسلمين- والحفاظ علي استمرار هذه الكراهية وحشد التأييد لاسرائيل. وهذا بالدقة ما كان يريده زعيم تنظيم »القاعدة« أسامة بن لادن عندما دعا »جميع مسلمي العالم« إلي ان يتحدوا تحت راية »القاعدة« الدموية، لأن الغرب- بالتحالف مع اسرائيل - أخذ علي عاتقه مهمة تدمير الاسلام، ومن ثم.. فإن واجب المؤمنين هو »ان يعلنوا الجهاد ضد الولاياتالمتحدة«. ولما كان الاسرائيليون قد اعلنوا الحرب، منذ وقت طويل علي كل دول المنطقة، فانهم يريدون ان يظل الامريكيون في معسكرهم دائما وابدا، وهذا هو ما حدث بسرعة مذهلة قبل ان ينقشع الدخان من الموقع الذي كان يشغله مركز التجارة العالمي، فقد ارتفع في أمريكا شعار »نحن جميعا إسرائيليون.. الآن«!! وقرأنا في مجلة »نيو ريبابليك« الأمريكية: »الفلسطينيون دون مستوي البشر«! وفي ذلك الوقت- عقب اعتداءات 11 سبتمبر1002- قال بنيامين نتنياهو لجمهور بجامعة بار ايلان الاسرائيلية: »اننا نستفيد من شئ واحد هو الهجوم علي مركز التجارة العالمي وعلي البنتاجون في واشنطن ومن الصراع الأمريكي ضد العراق«، حيث ان ذلك الهجوم- كما أوضح نتنياهو- جعل الرأي العام الأمريكي »يتحول لصالحنا« أي لصالح اسرائيل. والآن يبذل نتنياهو وعصابة المتطرفين الدينيين والعنصريين في تل أبيب أقصي جهودهم لضمان استمرار الرأي العام الأمريكي في صفهم.. ويستخدم اللوبي الاسرائيلي في أمريكا ذكري مرور سبع سنوات علي اعتداءات 11 سبتمبر لتصعيد الهستيريا المعادية للمسلمين إلي درجة الحمي، وهم يملكون الأموال اللازمة لذلك. وربما يكون هذا هو السبب في أن الإمام فيصل عبدالرؤوف الذي يقف وراء مشروع بناء المركز الاسلامي في نيويورك، صرح بانه كان سيعيد النظر في المشروع لو عرف انه سيفجر كل هذا الجدل رغم ان تغيير موقع المركز يمكن ان يكون تراجعا امام التطرف. وقد يكون التمسك بهذا الموقع.. في مصلحة من يريدون اشعال النيران ضد المسلمين في أمريكا والعالم. .. والمشاورات مستمرة للتوصل إلي الحل الأمثل الذي يسد الطريق علي الجنون الذي يجتاح أمريكا علي أيدي المتعصبين واتباع اسرائيل.