علي مدي يومين استضافت الاسكندرية عروس البحر المتوسط وفي رحاب مكتبة الاسكندرية احد المعالم الحضارية المصرية علي مستوي العالم.. ملتقي قادة الاعلام العربي الثاني الذي عقد تحت رعاية الجامعة العربية. كانت مملكة البحرين الشقيقة قد شهدت الدورة الاولي لهذا الملتقي في العام الماضي. وتعود فعاليات هذا الحدث الاعلامي بمبادرة بدأت عام 3002 للاعلامي الكويتي ماضي الخميسي وتوليه منصب الأمين العام متحملا بذلك مسئولية الاعداد والتنظيم. مهمة هذا الملتقي الذي يدعي اليه شخصيات بارزة تُمثل الانشطة المختلفة للاعلام في جميع الدول العربية ويتم من خلاله بحث ومناقشة كل القضايا الاعلامية المطروحة علي الساحة بهدف التوصل الي توافق واتفاق حول سبل التعامل معها.. وقد شهد جلسات ملتقي الاسكندرية التي اقيمت يومي الخميس والجمعة الماضيين إلي جانب لفيف من كبار الاعلاميين العرب يمثلون 71 دولة اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية والدكتور اسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الاسكندرية والذي القي كلمة تحدث فيها عن اهمية مسايرة الاعلام العربي للتطورات التكنولوجية الحديثة. لقد كانت هناك ثلاث قضايا اساسية مطروحة للمناقشة في الملتقي هي الاعلام والعلاقات العربية وكان رئيس هذه الجلسة صالح القلاب وزير الاعلام الاردني السابق كما تركزت القضية الثانية حول اقتصاديات الاعلام والدور الذي يقوم به القطاع الخاص والاستثماري في هذا المجال ورأس هذه الجلسة نبيل الحمر وزير الاعلام البحريني السابق وصاحب جريدة الرأي البحرينية. اما القضية الثالثة فقد كان محورها علاقة الاعلام بالسلطة والتي كان لي شرف رئاسة الجلسة المخصصة لها. فيما يتعلق بقضية الاعلام والعلاقات العربية فقد دارت مناقشات واسعة حول التأثيرات السلبية التي يمكن ان تؤدي اليها بعض التجاوزات الاعلامية في تعكير صفو العلاقات العربية المهيأة لهذا الامر.وضرورة معالجة هذه الخروجات دون التأثير علي حرية الرأي والتعبير وضرورة مراعاة الاعلام لمتطلبات المصالح القومية. وفي جلسة اقتصاديات الاعلام فقد كان هناك استعراض لدور القطاع الخاص في تأسيس المنابر الاعلامية والنجاحات التي تحققت في هذا الشأن. وكان هناك اتفاق علي ان الحكم علي هذه المبادرات يعود الي القاريء مع عدم انكار ان الهدف هو الربح وليس الخسارة وان كان من الممكن ان تصدر هذه الصحف عن مؤسسات لا تهدف الي الربح ولكن في نفس الوقت لا تخسر وكان احد المتحدثين في هذا الموضوع صلاح دياب احد مؤسسي صحيفة »المصري اليوم« المصرية. كانت قضية الاعلام والسلطة التي كانت خاتمة جلسات النقاش قد لقيت اهتماما كبيرا ونقاشا واسعا لارتباطها بكثير من المشاكل التي يعاني منها الاعلام في عالمنا العربي. وقد حرصت في البداية ان اؤكد علي النقاط المهمة التالية مستندا في ذلك الي مسيرة من العمل الصحفي استمرت علي مدي خمسين عاما بالاضافة الي شغلي لمنصب امين عام المجلس الاعلي للصحافة في مصر والذي يتحمل مسئولية توفير الرعاية الكاملة لحرية الصحافة والصحفيين اضافة لمتابعة النهوض بمهنة الصحافة والعمل مع نقابة الصحفيين من اجل الالتزام بميثاق العمل الصحفي وفقا للقوانين المنظمة لذلك. ان أهم ما يحكم العلاقة بين الاعلام والسلطة في مصر وفقا للمباديء والقواعد المعمول بها والتي تتوافق وبنود قانوني الصحافة ونقابة الصحفيين : الضمان الكامل لحرية التعبير علي اساس المصداقية والامانة والالتزام بنشر الحقائق مجردة عن كل هوي وبما يحقق الصالح العام بعيدا عن أي مصالح شخصية. الابتعاد عن التشهير والسب والقذف أو المساس بالحياة الشخصية الا ما يتعلق بشكل مباشر بالمصلحة العامة والعمل العام. التزام الدولة بتيسير الحصول علي المعلومات التي تخدم المهمة الاعلامية بما يسمح باطلاع الرأي العام علي حقائق الامور. ضرورة الالتزام بمواثيق العمل الصحفي والاعلامي واداب المهنة.. حقوقا وواجبات وهو ما يلزم السلطة في نفس الوقت بمراعاة حق الاعلامي في القيام بمهامه المهنية دون اي معوقات. وردا علي ما اثير في المناقشات فقد اكدت ان الدولة المصرية ممثلة في المجلس الاعلي للصحافة الذي يضم في عضويته اغلبية من قادة العمل الصحفي حريصة علي حرية الصحافة وانه لا يوجد أي تدخل فيما ينشر وأن أي خلاف يجري حسمه عن طريق القضاء وعلي اساس ان المجلس الاعلي الذي تصدر عنه تراخيص اصدار الصحف لا يملك حق وقف اي صحيفة كما ان محاسبة أي صحفي عن أي تجاوز في النشر هي مسئولية نقابة الصحفيين بحكم القانون. ان ما استطيع ان اقوله ان هذا الملتقي كان ناجحا بكل المقاييس وإنه كان فرصة جيدة لالتقاء مجموعة من الاعلاميين العرب لاستعراض مشاكل وهموم الاعلام ووسائل مواجهتها. جلال دويدار [email protected]