ينفي بيان التنظيم المسلح العامل في سوريا عن إسرائيل مسؤولية اغتيال القنطار، ويصب في اتجاه نجاح سياساتها الخاصة بالتنصل من تنفيذ عملياتها النوعية، على غرار تلك العملية. تفرقت دماء قيادي حزب الله الدرزي "سمير القنطار" بين إسرائيل وÎالجيش السوري الحر"، وذلك في أعقاب بث الأخير شريط فيديو، أعلن فيه مسؤوليته عن اغتيال "القنطار" ومرافقيه. ولم تعلن إسرائيل رسميا عن تورطها في مقتل قيادي حزب الله، الذي كان قد أطلق سراحه عام 2008، في صفقة تبادل كبرى، بعد ثلاثة عقود قضاها في السجون الإسرائيلية، ولكن وزراء بحكومة الاحتلال أعربوا عن ترحيبهم باغتياله، فيما جاءت غالبية التأكيدات من محللين وخبراء إسرائيليين، يتبنون وجهة نظر تميل إلى ضرورة الاعتراف بعمليات من هذا النوع تحقيقا للردع مقابل المنظمة اللبنانية. ويظهر في خلفية الفيديو الخاص ب"الجيش السوري الحر"، شعار ما يسمى "لواء فرسان حوران"، بينما يقف مجموعة من المسلحين، ويتلو أحدهم بيانا يؤكد فيه أن "مقتل القنطار جاء عبر عملية نوعية قام بها لواء المهام السري بالعاصمة دمشق، التابع لغرفة عمليات دمشق وريفها، بالاشتراك مع لواء فرسان حيران". وجاء في البيان المصور أن تلك المجموعات المسلحة قامت باغتيال سمير القنطار ومرافقيه، نافيا رواية منظمة حزب الله التي تؤكد أن استهدافه جاء عبر الطيران الإسرائيلي، واصفا المنظمة اللبنانية ب"حزب الشيطان". ورفض المتحدث ما تردد عن قيام إسرائيل باغتيال القنطار، مشيرا إلى أن نسب العملية لإسرائيل، يأتي في إطار "محاولة حزب الله لإحباط شجاعة الجيش السوري الحر ولرفع معنويات من وصفهم بالمرتزقة من جماعته". وتوعد البيان بالوقوف بالمرصاد لحزب الله ومؤكدا أن جميع تحركات قيادات حزب الله في سوريا مرصودة من قبل الجيش السوري الحر، ومتوعدا بأن قيادات حزب الله لن تنجو من الضربات القادمة. ومن غير المعروف إذا ما كان هذا المقطع يعبر عن الحقيقة بالفعل، أم أنه محاولة لاستغلال اغتيال قيادي حزب الله لتحقيق نصر معنوي ينسب لجماعات سورية مسلحة، أم أن ما يسمى بالجيش السوري الحر هو من نجح بالفعل في تنفيذ عملية الاغتيال. ولكن في المجمل، يتسبب تبني "الجيش السوري الحر" لاغتيال القنطار، بالنسبة لحزب الله في تفريق دمائه بين إسرائيل وبين تلك المليشيات، حيث كانت المنظمة اللبنانية حتى بث الفيديو تؤكد أن "طيران الاحتلال الصهيوني هو من قتل القنطار". لكن بيان التنظيم المسلح العامل في سوريا ينفي عن إسرائيل تلك المسؤولية، ويصب في اتجاه نجاح سياساتها الخاصة بالتنصل من تنفيذ عملياتها النوعية، على غرار عملية اغتيال القنطار.