قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق: إن "الستر أمر مطلوب في الشرع الشريف والنبي صلى الله عليه وسلم قال "الدين النصيحة ثلاثاً، قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وفرَّق العلماء بين النصيحة والفضيحة وبينهما الستر، فالنصيحة تكون بإخلاص وفي السر لأنها نصيحة تريد التغيير لا التعيير، والفضيحة تريد التعيير". وأضاف "جمعة أن العلماء - أهل الاختصاص - كانوا قديماً يقومون بما يسمى بعقوبة "التجريس" لكل من يتجرأ على دين الله بدون علم وهي مأخوذة من لفظ "الجرس" وكان لديهم نظام لترقية الطلاب ولإجازتهم بتدريس العلم الشريف فكان سادتنا العلماء يقولون للطلاب من يرى في نفسه الأهلية للتدريس فليتقدم ويترك له الكرسي لكي يعطي هو الدرس في هذا اليوم على سبيل الاختبار العملي ويجتمع له كل العلماء المنوط بهم التدريس في الجامع الأزهر وبعد أن يلقي الطالب الدرس يناقشونه فيما قال". وتابع: "فإن رأوا أنه لا يصلح فلا يجيزونه بالتدريس، ولكن كان بعض من هؤلاء يصرُّ على أن يدرس في حين أن قرار اللجنة العلمية من السادة العلماء أنه لا يصلح فكانوا يضعون لمثل هذا عقوبة التجريس لتجرأه على دين الله فيركب على حمار بالمقلوب ويغطى وجهه "بالهباب" ويسير أمامه رجل يقرع الجرس ويقول "هذا الذي أراد أن يهين العلم الشريف" فكان هذا جزاء من يتصدر قبل أن يتعلم وقد ابتلينا في عصرنا هذا بمثل هؤلاء الذين يتكلمون في الدين بما لا يعرفون". صدى البلد