أعرب علماء إسرائيليون عن قلقهم من تراجع البحث العلمى فى إسرائيل، فيما تحقق إيران وتركيا ودول عربية طفرة كبيرة فى هذا المجال، دفعت البعض إلى القول بأن «طهران» ستصبح «قوة عظمى» فى خلال سنوات قليلة. وأكد بحث أعدته مؤسسة «نئمان» فى معهد «التخنيون للعلوم المتطورة بإسرائيل» ونشرت صحيفة «ذا ماركر» الاقتصادية الإسرائيلية مقتطفات منه - أن إسرائيل فقدت موقعها الرائد فى الشرق الأوسط، لصالح إيران، فى مجال معدلات نشر الأبحاث العلمية المحكمة فى المجلات العلمية المرموقة. وانتقد معدو البحث تراجع إسرائيل فى مستوى البحوث الاقتصادية من المركز الثانى إلى الرابع على مستوى العالم، وفى كل من الكيمياء وعلوم الكمبيوتر من الثالث إلى الرابع، بينما تراجعت فى الفيزياء من الرابع إلى السابع، وفى العلوم الاجتماعية من السادس إلى الرابع عشر. وحذر البحث - الذى أعده البروفيسور أورى كيرش، والدكتور دافنا جيتس، ويائير إيفين زوهار من مؤسسة نئمان - من تحول إيران إلى قوة عظمى، بينما شهدت إسرائيل تطورات مقلقة خلال السنوات العشر الأخيرة فى مجال البحث العلمى، من بينها التقليص المستمر لمخصصات البحث العلمى فى ميزانية الدولة، مما أدى إلى تقليص عدد العاملين بالمجال الأكاديمى، وارتفاع متوسط أعمارهم، وتزايد هجرة العلماء الشباب والمشاهير على حد سواء إلى الخارج. وأشار البحث إلى تقرير أعدته شركة الأبحاث الكندية «ساينس ماتريكس» إلى أن معدل نمو النشاط البحثى فى إيران هو الأعلى فى العالم، بما يعادل 11 ضعفا مما تحققه بقية دول العالم. وأوضح البحث أن دول الخليج العربى حققت طفرة نوعية وسريعة فى مختلف مجالات البحث العلمى، مشيراً إلى تدشين السعودية جامعة للعلوم والتكنولوجيا باستثمارات تقدر بعشرين مليار دولار، وإنشاء قطر مدينة العلوم على مساحة 14 كيلومتراً مربعاً، تضم فروعا لست جامعات رائدة فى العالم، بالإضافة إلى الاستعداد لافتتاح مركز للبحوث باستثمارات تقدر ب8 مليارات دولار، فيما تركز الإمارات على بحوث الطاقة المتجددة بالتعاون مع كبريات الجامعات الأمريكية. وأشار البحث الإسرائيلى إلى تصنيف شركة «تومسون رويترز» للبحث العلمى فى العالم، والذى أكد حدوث تطور لافت فى 14 دولة بالشرق الأوسط، من بينها تركيا وإيران ومصر وسوريا ولبنان والسعودية والكويت والإمارات، حيث قفز إنتاج الأبحاث العلمية فى هذه الدول ليشكل 4% من إجمالى إنتاج البحث العلمى فى العالم، بعد أن كان 2% منذ عشر سنوات. وأوضح أن الإنتاج البحثى لهذه الدول - وليست إسرائيل من بينها - ينمو بمعدل أسرع من أى مكان آخر فى العالم، خاصة فى تركيا وإيران ومصر والسعودية والأردن، التى تشكل نحو 90% من إنتاج كل دول الشرق الأوسط فى هذا المجال.