قال مسؤول أمريكي إن باكستان التي اجتاحتها الفيضانات تحتاج الى المزيد من المساعدات الدولية العاجلة لمنع اضطرابات محتملة والتصدي للتطرف بعد أن هددت الامراض والجوع ملايين الضحايا. وأكد السناتور الامريكي جون كيري أن المجتمع الدولي لا يتحمل مسؤولياته تجاه الدولة الاسيوية التي قتلت فيها الفيضانات أكثر من 1600 شخص وشردت ستة ملايين على الاقل. وأضاف أن خطر الفيضانات يتجاوز حدود كونه أزمة إنسانية حيث أنه يهدد استقرار وأمن وسيادة القانون فى باكستان التى قطعت خطوات هائلة في محاربة التطرف والارهاب لكنه أكد أن قدرتها على الاستمرار في القتال يتطلب ردا فعالا لهذه الازمة. وشهدت باكستان فيضانات عارمة حيث غمرت المياه خمس مساحة البلاد وهي مساحة تعادل مساحة إيطاليا كلها. وزاد غضب الباكستانيين من بطء استجابة الحكومة للكارثة حيث يلجأون حاليا الى جماعات خيرية إسلامية ذات صلة بجماعات متشددة. وتقاتل باكستان الجماعات الاسلامية ذات الصلة بالقاعدة وأيضا حركة طالبان الباكستانية ويقلق حكومة إسلام اباد والولاياتالمتحدة أيضا السرعة والكفاءة التي قدمت بها الجماعات الخيرية الاسلامية المساعدات لضحايا الفيضانات. وتخشى الولاياتالمتحدة من أن تزداد المعركة ضد المتشددين الاسلاميين صعوبة فى ظل حكومة ضعيفة تواجه تراجعا إقتصاديا وغضبا عاما. والسناتور كيري هو أحد رعاة مشروع مساعدات كيري- لوجار- بيرمان الذي سيقدم 5ر7 مليار دولار كمساعدات تنمية مدنية لباكستان خلال خمس سنوات. وفي الاسبوع الماضي أعلن رئيس وكالة الولاياتالمتحدة للتنمية الدولية أن 50 مليونا من هذا البرنامج سيتم تحويله الى مساعدات عاجلة لمواجهة الفيضانات. وتعد الولاياتالمتحدةالامريكية أكبر مانحة لمساعدات الاغاثة من الفيضانات حيث تساهم بأكثر من 200 مليون دولار أي أكثر من 20 في المئة من المساعدات التي تعهدت بها جهات مانحة حتى الان. وبدأت فيضانات باكستان أواخر شهر يوليو نتيجة لامطار موسمية غزيرة سقطت على حوض نهر الاندوس في شمال غرب البلاد. وصرح مسؤولون باكستانيون بأن مستوى المياه بدأ ينخفض في معظم الانهار الان وهم لا يتوقعون سقوط المزيد من الامطار خلال الايام القليلة القادمة. وفي جامبور بإقليم البنجاب على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب غربي العاصمة إسلام اباد بدأت المياه تنحسر لكن الالاف مازالوا يعيشون في مخيمات حيث تعد جامبور من أكثر المناطق تضررا وحوصرت بين الفيضانات الناجمة عن نهر الاندوس والسيول القادمة من الجبال. ومازلت أجزاء من أطراف البلدة مغمورة في المياه. ومن المتوقع ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير مع العثور على المزيد من جثث الضحايا. ولا توجد أرقام رسمية عن عدد المفقودين لان عمليات النزوح جعلت حصر عدد المفقودين مستحيلا. وقالت الاممالمتحدة إن موظفي الاغاثة يشعرون بقلق متزايد من مخاطر الجوع والامراض خاصة بين الاطفال في مناطق كانت تعاني من سوء تغذية مزمن حتى قبل الفيضانات.وقال مسؤولو الاممالمتحدة إن نحو 72 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد هم الاكثر عرضة لخطر الموت.