تناولت الصحف الألمانية الصادرة صباح هذا اليوم من ضمن ما تناولت الموضوعات التالية: التقرير السنوي لمقرر شؤون الجيش الألماني في البرلمان راينهولد روبيه نتائج الاستطلاع الأخير للرأي حول الأوضاع في العراق ظاهرة معاداة الأجانب
ونبدأ هذه الجولة بالموضوع الأول، فبعد التقرير السنوي الذي رفعه المسئول عن شؤون الجيش إلى البرلمان الألماني "البوندستاغ"، والذي خلص الى أن الجيش الألماني يعاني من نقص المخصصات المالية ومن تبعات الإهمال التي ترتبت على المهمات المتعددة التي ينفذها خارج ألمانيا. هذا الموضوع حاز على اهتمام الصحف الألمانية، خصوصا وأنه يتزامن مع مثول 18 من المدربين السابقين والحاليين في الجيش الألماني أمام المحكمة بتهمة إساءة معاملة جنود اثناء التدريبات. على ذلك علقت صحيفة نيوه فست فيليشه تسايتونغ التي تصدر في مدينة بيليفلد وكتبت تقول:
"الكثيرون لا يريدون تصديق أن هناك تهديدات مازالت قائمة حتى بعد نهاية الحرب الباردة، فعهد السلام الدائم لم يلح بعد في الأفق. ومادام هذا هو الحال فنحن بحاجة إلى الجيش، فمن الضروري وجود قوات قادرة، عند الضرورة، على تحمل مسؤولياتها الخطيرة على أكمل وجه. إن عدم توفر هذه الإمكانيات بالشكل الكافي يشكل نوعا من الفضيحة."
الموضوع الثاني في هذه الجولة يتناول ظاهرة معاداة الأجانب، وذلك بمناسبة يوم الأممالمتحدة ضد العنصرية والذي يصادف يوم 21 مارس آذار. وبهذه المناسبة كتبت صحيفة تاغس تسايتونغ التي تصدر في برلين، تعليقا حاولت فيه تحليل الأسباب التي تقف وراء معاداة الأجانب، وقالت:
"لا أحد يعرف على وجه الدقة مدى انتشار ظاهرة العنصرية في اوروبا، فهو أمر يصعب تقديره، لأن ذلك يعتمد على تعريف الظاهرة وما يفهمه المرء تحت هذا المصطلح. لكن الشائع هو الخوف من كل ما هو غير مألوف، وهو أمر لا يمكن إثباته عن طريق شواهد ظاهرية بحتة، وبدلا من ذلك يجتهد البعض ويتخذ من الاختلافات الثقافية ذريعة لإثبات عدم إمكانية التوافق بين الثقافات والأديان. وطبقا لذلك يتم تفسير بعض الصراعات الاجتماعية على خلفية أثنية، ومن ثم قصر القضية على مستوى المنشأ الأصلي للمهاجرين، كما حدث في مدرسة "روتلي" البرلينية. وبما أن معظم المهاجرين في أوروبا هم من المسلمين، يُقدم الدين هنا كأرضية تنعكس عليها المخاوف والأحكام المسبقة باختلاف أنواعها. ولا عجب أن تكون بعض الأحزاب اليمينية في أوروبا قد اكتشفت في الإسلام موضوعا للنقاش تخفي خلفه دوافع عنصرية، فالعنصرية المكشوفة تثير الاستنكار."
والى الموضوع الاخير في هذه الجولة، وهو نتائج استطلاع الرأي اجري في العراق لصالح شبكات إعلامية عالمية ونشرت نتائجه بداية هذا الأسبوع، حول هذا الموضوع كتبت صحيفة دي فيلت تقول:
"كما يُظهر الاستطلاع، فثلاثة أرباع العراقيين ممن شملهم الاستطلاع لا يشعرون بالأمان في الأحياء التي يعيشون فيها، وأربعة أخماسهم لا يريدون رؤية الأمريكان في بلادهم، أما بخصوص المستقبل فقد كان كل من شملهم الاستفتاء متشائمين. وبعد كل هذه النتائج المحبطة، لا يكفي أن تزعم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بأن تخليص البلاد من الديكتاتورية والعنف مهمة صعبة. والسؤال الذي لا يمكن تفاديه هو: من أين يأتي الكره لأمريكا؟ وعلى عكس ما قام به الأمريكان عام 1945 أثناء تواجدهم في ألمانيا، فهم لم يتمكنوا من إعطاء احتلالهم للعراق صفة الفترة المؤقتة التي يتم فيها وضع الأسس لمستقبل أفضل. فقد ظهروا، وبطريقة غير مسبوقة، أنهم يبشرون بآمال عريضة، بيد أنهم لم يعدوا قادرين على تحقيق هذه الأحلام."