تلوح في الأفق بوادرمرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر وسوريا, مدفوعة برغبة قيادات البلدين في التعاون معا لمواجهة التحديات العالمية والتمزق العربي والغطرسة الإسرائيلية حيث تبدو الظروف الحالية مواتية بصورة أكثر لانجاز المصالحة دون تعقيدات في ظل الاشارات المتبادلة مؤخرا بين البلدين, الأمر الذي يعكس الرغبة في تفاهم مشترك يجعل علاقات البلدين أكثر ودا. هذا المناخ الإيجابي المشجع أكدته التصريحات الصحفية للرئيس السوري بشار الأسد أخيرا, والاتصال الهاتفي مع الرئيس حسني مبارك للاطمئنان علي صحته. وبحسب جريدة"الأهرام" فإن الزيارة التي قام بها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة لسوريا في شهر مارس الماضي التيوصفها المسئولون السوريون بدءا من رئيس الحكومة محمد ناجي عطري وامتدادا الي نائبه عبدالله الدري ولمياء مرعي وزيرة التجارة والاقتصاد الزيارة بأنها تاريخية, هذة الزيارة كانت البداية لسلسلة من اللقاءات المشتركة تبشر بقرب التوصل الي صيغة تحقق طموحات شعبي البلدين في تعاون اقتصادي مشترك يعطي أولوية مطلقة وامتيازات لسلع البلدين, وكذلك تشجيع الاستثمارات المشتركة بين الدولتين الشقيقتين مصر وسوريا. من مظاهر التقارب في هذه المرحلة سفر وفد يمثل التعاونيات الزراعية للائتمان لإجراء مباحثات مع الجانب السوري. ويؤكد رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للائتمان أبوالعباس عثمان, أن منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها اتحادات الفلاحين مؤهلة أكثر من غيرها للقيام بدور يمهد المناخ لأصحاب القرار السياسي بالبلدين لإصدار قرارات مصيرية, حيث كانت ومازالت مصر وسوريا تلعبان دورا مهما في مسيرة قضايا الأمة وتحمل الجانبان فاتورة ذلك سواء في الميدان العسكري أو في الضغوط الاقتصادية التي تستهدف النيل من مواطني البلدين. المهندس عبدالسلام الجبلي نائب رئيس مجلس إدارة شركة أبوزعبل للأسمدة والصناعات الكيماوية, قال إن المعرض المصري الذي استضافته مدينة دمشق وضم أكثر من45 شركة مصرية متخصصة في الصنعات الكيماوية والأسمدة, جاء في موعده وكأنه ضمن برنامج طموح بدأته مصر عندما أوفدت المهندس رشيد محمد رشيد ورفاقه, وقد قوبل بترحاب من السوريين المتعطشين الي قرارات تسهم في تحسين العلاقات مع مصر. وقال إنه يتطلع الي قرارات مصيرية وتطورات إيجابية تدفع بالعلاقات الي الأمام, وقال إن التقارب المصري السوري يمثل ضرورة لمواجهة التكتلات الإقليمية والدولية ومحاولات دول أخري مجاورة للأخذ بزمام الأمور من خلال تهميش الدور المصري والسوري والاستفادة من سحابة الصيف العابرة. المسئول الاقتصادي المصري يؤكد أن اللقاءات المشتركة مع النظراء السوريين تعكس التفاهم والرغبة في اقامة مشروعات استثمارية واحداث مشاركة حقيقية وزيادة حجم التبادل التجاري الي3,5 مليار دولار سنويا, وقال إن هناك مجالات متعددة يمكن أن يشارك فيها رجال الأعمال بالبلدين. والذي يستقريء المتغيرات السورية بحيادية يجد أنها استفادت من جميع محاولات حصارها حيث خططت ونفذت خطة هدفها الاعتماد علي الذات ويكفي للتدليل علي ذلك أنها حققت الاكتفاء الذاتي من انتاج القمح كسلعة استراتيجية, وظلت علي عهدها صامدة أمام محاولات الضغط والنيل منها. وبحسب مراسل الأهرام في دمشق : من زار سوريا أيام الحصار لاحظ أنواع السيارات قديمة الموديل تماشيا مع خطط التقشف والآن شوارعها تعج بأحدث الموديلات في انفتاح يؤكد الرغبة في التعامل مع واقع جديد يتناسب مع العصر. الأوساط السياسية والاقتصادية مازالت تعلق آمالا كبيرة في المرحلة المقبلة علي تطوير التعاون المصري السوري وأن تفي مصر بما وعدت به من بذل جهد يساعد سوريا للانضمام لاتفاقية التجارة العالمية, والي تحرك نشيط من المنظمات الأهلية ورجال الأعمال لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة وإعداد مسودات اتفاقيات جديدة تناقشها الدورة المقبلة للجنة التجارية المصرية السورية المشتركة في مايو المقبل, وفي القاهرة اكتوبر المقبل في جميع المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية للوصول الي المستهدف وهو3,5 مليار دولار خلال ثلاث سنوات والي5 مليارات خلال5 سنوات.